" في الآيتين حديث عن عرض الجنة دون الطول.
لأن ما له عرض وطول فإن عرضه أقل من طوله.
فإذا عُرِف عرضه بالبسطة عُرِف أن طوله أبسط وأمد ".
ويرى السعدى - كما يذكر الزمخشري - أن العرض قد يُراد به البسطة
وليس ما يقابل الطول. كقوله تعالى: (فَذُو دُعَاءٍ عَرِيضٍ)
ويكون المعنى: بسطتها كبسطة السماء والأرض..
والآيتان تصفان الجنة من حيث الاتساع أو المساحة. وهذا ظاهر.
وقال سبحانه: (مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ أُكُلُهَا دَائِمٌ وَظِلُّهَا تِلْكَ عُقْبَى الَّذِينَ اتَّقَوْا وَعُقْبَى الْكَافِرِينَ النَّارُ (٣٥).
وقال سبحانه: (مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ (١٥).
وهاتان تتحدثان عن نعيم الجنة لا عن عرضها وطولها.
وهما تدخلان في باب التشبيه من حيث أن المراد بالمثل فيهما الصفة الشبيهة بالمثل في غرابتها.
وآية " محمد " كالتفصيل لآية " الرعد ".
ففى آية " الرعد " إشارة مجملة إلى نعيم الجئة. وفي آية " محمد - ﷺ - " تفصيل وتسمية لألوان ذلك النعيم.