فما وُصفَ في " المعارج " بأن طوله خمسون ألف سنة فهو يوم القيامة، أما
ما في آية " الحج " فإن المراد به عنده مضاعفة العذاب ومضاعفة النعيم،
يعني أن يوم العذاب ينال فيه العاصي من العذاب ما يناله في ألف سنة لشدة
الهول.. ويوم النعيم ينال فيه المنَعم خيراً كثيراً ينال مثله في ألف سنة من أيام
الدنيا.
أما ما في " السجدة " فإن المراد به وقت نزول وعروج الملائكة بأمر الله.
إذ يكون نزولهم وصعودهم في يوم واحد. وما بين السماء والأرض خمسمائة
سنة، فيكون مجموع الصعود والنزول ألف سنة.
وللخطيب الإسكافي رأيان آخران:
أحدهما: أن يكون اليومان في " الحج " و " السجدة " من أيام الله التى
خلق فيها السموات والأرض. ويوم " المعارج " هو يوم القيامة.
ثانيهما: أن يكون الحديث في المواضع الثلاثة عن يوم القيامة. والمعنى أنه
لا آخر له.
وفيه أوقات مختلفة طولاً وقصراً.
والعلامة أبو السعود المختار عنده أن اليومين اللذين في " الحج "
و" السجدة " يومان آخران غير يوم القيامة. فيوم " الحج " من أيام الدنيا.
والعذاب المستعجَل هو العذاب الذي نزل بهم في الدنيا وطال اليوم لشدته
عليهم. ويوم " السجدة " هو يوم صعود وهبوط الملائكة بتدبير الأمر.
وهو يوم القيامة، ولكن أبا السعود لم يرتح لهذا الرأي، ولم يقطع فى
اليوم الوارد في آية " المعارج " برأى واضح بل اكتفى بأن يراد به يوم القيامة
أو هو عبارة عن بُعد المعارج والعرش.