(وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ (٩).
وفي مواضع آتية عَلى طريقته نحو: (قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ (٣).
و (قَالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ (٧٨) قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ).
ودليل الحذف أو مسوغه هنا كونه مذكورا في سياق جواب السؤال.. وهذا السؤال قد اشتمل على الفعل نفسه.
* سبب هذا الحذف:
والسبب البلاغي لهذا الحذف هو - والله أعلم - توفير العناية باسم الجلالة
الذي هو المقصود الأهم. ولتكثير الفائدة لاختلاف التقدير كما رأينا.
وقد جاء فى سورة الزخرف مصرحاً بالفعل في قوله تعالى: (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ (٩).
وهنا تبدو ملاحظة هامة...
إن هذه السور الأربع التي ورد فيها هذا السؤال مكيات النزول.
وهذه مناسبة عامة لورود السؤال لما طُبِعَ عليه أهل مكة من جدل وعناد، وإن السورة التى صرح فيها بالفعل في صدر الجواب - وهي لقمان - هي أول سورة نزلت من هذه السور الأربع. ولذلك جاءت على الأصل. بدون حذف شيء لأنها سورة مؤسسة،
وجاء الحذف فيما نزل بعدها اعتماداً عليها.
وهناك مواضع كثيرة حُذتَ فيها الفعل في التنزيل الحكيم. ولكنها لا تخرج
فى مجموعها عن التأكيد والتقرير والاختصاص.
مثل قوله تعالى: (وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ (٣٩).