وقال: (ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْقُرَى نَقُصُّهُ عَلَيْكَ مِنْهَا قَائِمٌ وَحَصِيدٌ (١٠٠).
وقال: (لهُ مُعَقِّبَاتٌ من بَيْنِ يَديْهِ وَمِنْ خَلفِهِ).
وقال: (فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ (٧٤).
* نتائج مهمة:
من تلك اْلنصوص التي ذكرناها - وهي قليل من كثير - نتبين الأمور الآتية:
أولاً. أن القرآن يستخدم أسلوب الطباق كثيراً، وهي كثرة قد تفوق كل
ألوان ما سموه " البديع " وذلك في المجالات الآتية:
(أ) العظة والاعتبار عند ما يقص أنباء الأمم الماضية مثلاً..
كقوله تعالى: (ذَلِكَ مِنْ أنبَاءِ القُرَى نَقُصُّهُ عَليْكَ مِنْهَا قَائِمٌ وَحَصِيدٌ).
(ب) بيان قُدرة الله، وذلك كقوله تعالى: (فَجَعَلنَا عَالِيَهَا سَافِلهَا).
(ب) للتمييز بين نوعين مختلفين، كقوله تعالى: (أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (٢٢).
(د) في تمثيل الحقائق تمثيلاً يتضمن المدح في جهة، والذم في أخرى..
وذلك كقوله تعالى: (يُخْرِجُهُم مًنَ الظُلُمَاتِ إلى النُّورِ).
(هـ) فى الكشف عن سلوك قوم ضلُوا عن الحق.. كقوله تعالى:
(فَإِذَا جَاءَتْهُمُ الْحَسَنَةُ قَالُوا لَنَا هَذِهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُوا بِمُوسَى وَمَنْ مَعَهُ)..
وغير ذلك كثير، قد تتعدد أغراضه بتعدد أمثلته.