وقوله تعالى: (تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ. أي أتت عليه.
وقوله تعالى: (الْآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ) أي الواضح.
وقوله تعالى: (وَمَا نُرِيهِمْ مِنْ آيَةٍ إِلَّا هِيَ أَكْبَرُ مِنْ أُخْتِهَا).
أى السابقة... وأسباب الحذف فيها واضحةَ.
فحذف صفة السفينة: " صالحة " فيه مبالغة في تصوير طمع الملك
واستيلائه على كل سفينة حتى ولو كانت غير صالحة.
فغير الصالح داخل فى مأخوذ الملك، هكذا يخيل الحذف.
ولو ذكر الوصف لزال هذا التخييل.
وهذا التوجيه أراه أكثر قيمة مما ذكر الدكتور أحمد أحمد بدوي إذ يقول:
" وقد أوحى إلينا هذا الحذف بأن الملك ينظر إلى السفينة العيبة كأنها قد فقدت حقيقتهاً.
لأن هذا التوجيه غير مبين لسبب الحذف، والمعنى الذي ذكره مفهوم من
(فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَهَا) وليس من الحذف.
والحذف في وصف الريح أفاد أن قوة الريح تمكنها من تدمير كل شيء سواء
أتت عليه أو لم تأت عليه فتأثيرها ممتد إلى كل شيء.
ولو ذكِرَت الصفة لزال هذا التخييل.
وهكذا يمكن فهم الحذف في كل موضع على أساس يخدم المعنى ولا يضره.
* *
٥ - حذف المتضايفين:
يحذف المضاف كثيراً كضرب من التوسع في اللغة.
وإيراد المعنى في قليل من اللفظ لأن المضاف إذا حُذفِ سهل تصوره.