وقوله تعالى: (لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ).
فاأنت ترى أنهم عثروا في القرآن الكريم على أمثلة لكل فروع الجُناس
وما شاكله.
وبقى من الجُناس نوع سموه " مستوفى " وهو ما اختلف لفظا الجناس فيه
بين الاسمية والفعلية. ويقابله المماثل وهو ما اتحد طرفاه: اسمية أو فعلية.
وقد قسَّم ابن أبى الإصبع الجناس إلى قسمين كبيرين.
سمى أحدهما: جناس مزاوجة، والثاني: جناس مناسبة..
وفرع منهما عشرة فروع. ما بين اللفظي والمعنوي.
أما جناس المزاوجة فقد مثل له بأمثلة المشاكلة:
(وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا)
(فَمَنِ اعْتَدَى عَليْكُمْ فَاعْتَدُواْ عَليْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَليْكُمْ).
وسبب هذه التسمية أن الله تعالى - كما قال هو - سمى جزاء السيئة سيئة.
وجزاء الاعتداء اعتداء ليكون في الكلام مزاوجة.
واشتراط المثلية في الاعتداء توخياً للعدالة.
أما ما سماه جناس المناسبة، فقد مثل للفظي منه بأمثلة جناس الاشتقاق
وهى قوله تعالى: (إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا).
وقوله تعالى: (فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ الْقَيِّمِ).
* *