رحمه الله - وقد سئل عن النبيذ - فقال:
" قد أجمع أهل الحرمين على تحريمه ".
ويقول: " واعلم أن النكتة التي ذكرتها في التجنيس، وجعلتها العلة فى
استيجابه الفضيلة، هي: حُسن الإفادة مع أن الصورة صورة الإعادة ".
ومعنى هذا أن الكلمة المكررة في التجنيس مع أن الصورة توهم السامع فى
أول أمرها أنها لم تأت بجديد. بل هي مكررة لمعنى سابقتها، فإذا حصل
للسامع منها المعنى الجديد جاءه ذلك من غير مظانه ومن حيث لم يتوقعه.
وفى ذلك متعة للنفس، وربح من غير انتظار.
وقال العلوى: " هو عظيم الموقع في البلاغة، جليل القدر فى
الفصاحة ".
ويقول ابن السبكى: " وكفى التجنيس فخراً قوله عليه الصلاة والسلام:
" غفار غفر الله لها. وأسلم سالمها الله. وعصية عصت الله "..
ويرى بعضَهم أنه أشرف الأنواع اللفظية ".
وأما وظيفته من حيث اللفظ فإنه يحمل السامع على الإصغاء، كما يقول
صاحب كنز البلاغة (عماد الدين إسماعيل بن الأثير الحلبى من علماء القرن
الثامن الهجري) :" لم أر مَن ذكر فائدة الجُناس وخطر لي أنها الميل إلى
الإصغاء إليه. فإن مناسبة الألفاظ تُحدث ميلاً وإصغاءًإليه. ولأن اللفظ
المشترك إذا حُمل على معنى ثم جاء والمراد به معنى آخر كان للنفس تشوق
إليه ".
وفي هذا النص بيان للوظيفة اللفظية. وإشارة إلى الوظيفة المعنوية.
* *