وقوله: (وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ (١٠).
وهو على تقاربه تجد له قوة وجزالة وأغراضه: إما المدح، وإما التهويل وإما
للاستبعاد كما في قوله تعالى: (هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ لِمَا تُوعَدُونَ)
... إلى غير ذلك من الأغراض التي مرت في مبحثه الخاص.
وهذا التكرار لا يخرج عندهم عما سموه الترديد أو التعطف. أو الجُناس
والمشاكلة.. وقد جاء في الشعر وغيره من كلام الناس فلم يسلم من العيب
إلا فيما قَلَّ.
فمما عيب قول أبى الطيب:
فَقْلقْلتُ بِالسَهْم الذِى قَلقَلَ الحَشَا... قَلاَقِل عَيْشٍ كُلهُن قَلاَقِلُ
غَثَاثَةُ عَيْش أن تُغَثُ كرامَتِي... وَليْس بِغَثٍ أن تُغَثٌ المآكِلُ
قال ابن سنان معلَقاً عليهما: " فقد اتفق له أن كرر في البيت الأول لفظة
مكررة الحروف فجمع القبح بأسره في صيغة اللفظة نفسها، ثم في إعادتها
وتكرارها، واتبع ذلك بغثاثة في البيت الثاني وتكرار " تغث " فلست تجد
ما يزيد على هذين البيتين في القبح ".
وقال أبو تمام:
قَسَمَ الزَمَانُ رُبُوعَها بين الصَبَا... وَقَبُولُهَا وَدَبُورُها أثَلاْثَا
وقد أخطأ أبو تمام في ذكر " القبول " مع " الصبا "، لأن الصبا هي القبول
لذلك عدَّه النقاد غير مفيد.
* *


الصفحة التالية
Icon