وأما السبب فهو الأمر الذي يدعو المتكلم إلى ترجيح الحذف على الذِكر.
أو وجوبه. إذا كان أدل على فخامة المعنى. وسعة تصوره في بعض المواضع.
وفي هذا - أعنى الداعي إلى الحذف - يكمن السر الجمالى في التعبير
لكونه مظهراً من مظاهر مقتضى الحال. والتصرف في إلقاء الكلام. ومظاهر
الحذف في القرآن الكريم كثيرة جداً لكن البلاغيين اتجهت عنايتهم إلى حذف
المفعول به أكثر من غيره. لأن اللطائف فيه أكثر وأعجب.
ويمكن تصنيف الحذف في القرآن الكريم على الوجوه الآتية:
١ - حدف حرف
٢ - حذف كلمة مفردة.
٣ - حذف جملة.
٣- حذف فقرة كاملة.
وأرى أن دراسة الحذف فيه على هذا المنهج أضبط من المنهج
الذي سار عليه ابن الأثير في " المثل السائر ".
حيث قسَّم الحذف إلى نوعين:
أولهما: حذف الجمل ويقع في أربع أنواع.. وستأتي طريقته.
ثانيتهما: حذف المفردات ويقع في أربعة عشر نوعاً.
وقد أورد في حذف المفردات بعض الحروف، والحرف لا يعد مفرداً.
وكان الأولى أن يبحثه تحت عنوان " حذف الأداة "..
كما أنه أدخل ما هو أكثر من جملة في حذف الجملة.
وحذف الجملة في حذف المفردات، لذلك آثرت هذه الطريقة إذ يبدو
أنها أكثر ضبطاً.
أولاً - حذف الحرف:
وقد جاء حذف الحرف في القرآن الكريم في مواضع متعددة، ولمعرفة حذفه
فيه - فيما أرى - ضابطان، الأول: دلالة الحرف المحذوف على معنى مع بقاء