والمحذوف في المواضع الأربعة ظاهر موضعه سهل تصوره.. إذ لا يستقيم
الكلام إلا بملاحظة المحذوف ودليل الحذف فيها أو قرينته أن هذه الأحداث
يحكمها أمران هما: الترتيب الزمني بينها. ثم التلازم الطبيعي.
أما الترتيب الزمني.. فأمره واضح. إذ تجرى أحداث هذه القصة على نسق
وقوعها: السابق سابق. واللاحق لاحق. فلم يتداخل حدثان في زمن واحد.
وأما التلازم الطبيعي.. فمن حديث أن هذه الأحداث ما طرى ذكره منها...
وما ذكِر ولم يُطو.. بينها صلات وثيقة فبعضها مقدمة طبيعية لبعض.
أو لازم له.
ففى الموضع الأول لا يُتصور سؤال الرسول ليوسف عليه السلام إلا بعد تصور استجابة طلبه والإذن له بالذهاب إلى يوسف ثم الوصول إليه ومثوله أمامه..
هذه الفجوات متروكة بلا إشارة. لأنها واقعة بين طرفين هي واسطتهما. على طريقة قص المناظر (فى الأدب المسرحي والتمثيلي الحديث).
وما دام الفكر يهتدى إليها في يُسر وسهولة. فإن ذكرها - والحالة هذه -
ليس بمستساغ.
ذلك سر الحذف.
يُضاف إليه أن أولى فنون التعبير بالإيجاز والحذف والإجمال هو القصص لأنه
يعالج كثيراً من الواقف ويسرد كثيراً من الأحداث.
فمن خصائصه أنه يحتاج إلى كثير من البيان حتى يكمل بناء القصة.
وتؤدى غرضها الجمالى والأخلاقى.
لذلك كانت القصة ميداناً للاختصار والحذف.
وفي حاجة ماسة إلى التركيز والإجمال.
وكذلك جاء القصص القرآني.
ومن حذف الجمل في القرآن الكريم أمور: