والتقدير: يعذب المنافقين فلا يتوب عليهم أو يتوب عليهم فلا يعذبهم، وهذا فن بديع فيه روعة وخلابة.
قال السيوطي: ومن لطيفه قوله تعالى: (فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَأُخْرَى كَافِرَةٌ). أي فئة مؤمنة تقاتل في سبيل الَله. وأخرَى كافرةَ
تقاتل في سبيل الطاغوت.
قال الكرماني: " وله في القرآن نظائر وهو أبلغ ما يكون من الكلام "
حكاه عنه السيوطي في المعترك.
وأنت ترى أن هذا الأسلوب شبيه بالميزان الدقيق الحساس..
فما أحرى أن يسمى به.
الرابع - الاختزال:
وهو ما ليس واحد مما سبق. والمحذوف فيه إما اسم أو فعل أو حرف أو أكثر.
والأظهر أن يسمى " الحذف العام " لأنه لا يمكن التفرقة بينه وبين الأقسام
الثلاثة المتقدمة لا من حيث المحذوف. ولا من حيث كيفية الحذف.
فأمثلته - إذن - هي ما تقدم لأنه يشمل حذف المضاف والمضاف إليه. والصفة والموصوف والفعل وهكذا.
ومن أمثلته قوله تعالى: (الحَجُّ أشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ)، أي حج أشهر.
وقوله تعالى: (حُرِّمَتْ عَليْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ) أي نكاح أمهاتكم.
وقوله تعالى: (لأذَقْنَاكَ ضِعْفَ الحَيَاةِ وَضِعْفَ الممَاتِ) أي ضعف
عذاب.
وقوله تعالى: (للهِ الأمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ) أي من قبل الغلب
ومن بعده.