عَبْدُ الرَّزَّاقِ
١٦٩٩ - وَقَالَ مَعْمَرٌ، وَقَالَ قَتَادَةُ: " أَمَامَهُمْ أَلَا تَرَى أَنَّهُ يَقُولُ: ﴿مِنْ وَرَائِهِمْ جَهَنَّمُ﴾ [الجاثية: ١٠] وَمَرَّ بَيْنَ يَدَيْهِ، وَفِي حَرْفِ ابْنِ مَسْعُودٍ وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ صَالِحَةٍ غَصْبًا وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ كَافِرًا، وَفِي حَرْفِ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ «وَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنِينَ فَأَرَدْنَا أَنْ يُبَدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا أَبَّرَّ بِوَالِدَيْهِ»، ﴿وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا﴾ [الكهف: ٨٢]، قَالَ: «مَالٌ لَهُمَا»
١٧٠٠ - نا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ: أرنا مَعْمَرٌ، قَالَ: قَتَادَةَ، «أُحِلَّ الْكَنْزُ لِمَنْ كَانَ قَبْلَنَا وَحُرِّمَ عَلَيْنَا وَحُرِّمَتِ الْغَنِيمَةُ عَلَى مَنْ كَانَ قَبْلَنَا وَأُحِلَّتْ لَنَا»
١٧٠١ - نا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ: أرنا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿فَأَتْبَعَ سَبَبًا﴾ [الكهف: ٨٥]، قَالَ: «مَنَازِلُ الْأَرْضِ»
١٧٠٢ - عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ: أرنا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿صَعِيدًا زَلَقًا﴾ [الكهف: ٤٠]، قَالَ: «حُصِدَ مَا فِيهَا فَلَمْ يُتْرَكْ فِيهَا شَيْءٌ»
١٧٠٣ - نا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ: أرنا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا﴾ [الكهف: ٨٢]، قَالَ: «صُحُفٌ مِنْ عِلْمٍ»
١٧٠٤ - نا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ: أرنا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: قُلْتُ لِابْنِ عَبَّاسٍ: إِنَّ نَوْفًا يَزْعُمُ أَنَّ مُوسَى لَيْسَ بِصَاحِبِ الْخَضِرِ، فَقَالَ: كَذَبَ عَدُوُّ اللَّهِ، أَخْبَرَنِي أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " أَنَّ مُوسَى قَامَ خَطِيبًا فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ فَسُئِلَ: أَيُّ النَّاسِ أَعْلَمُ؟ فَقَالَ: أَنَا فَعَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِ إِذْ لَمْ يَرُدَّ الْعِلْمَ إِلَى اللَّهِ، فَقَالَ: بَلَى عَبْدٌ لِي عِنْدَ مَجْمَعِ الْبَحْرَيْنِ قَالَ: رَبِّي وَكَيْفَ بِهِ؟ قَالَ: تَأْخُذُ حُوتًا فَتَجْعَلُهُ فِي مِكْتَلٍ حَيْثُ يُفَارِقُكَ الْحُوتُ فَهُوَ ثَمَّ " قَالَ: " فَأَخَذَ حُوتًا فَجَعَلَهُ فِي مِكْتَلٍ ثُمَّ انْطَلَقَ هُوَ وَفَتَاهُ يَمْشِيَانِ، قَالَ لِفَتَاهُ: حَيْثُ يُفَارِقُكَ الْحُوتُ فَآذِنِّي حَتَّى إِذَا أَتَيَا الصَّخْرَةَ رَقَدَ مُوسَى فَاضْطَرَبَ الْحُوتُ فِي الْمِكْتَلِ فَخَرَجَ، وَوَقَعَ فِي الْمَاءِ فَأَمْسَكَ اللَّهُ عَنْهُ جِرْيَةَ الْمَاءِ مِثْلَ الطَّوْقِ، وَمَدَّ إِبْهَامَهُ وَالَّتِي تَلِيهَا وَفَتَحَهَا، قَالَ: فَنَسِيَ أَنْ يُخْبِرَهُ قَالَ: فَانْطَلَقَ حَتَّى إِذَا كَانَ مِنَ الْغَدِ، قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ: ﴿آتِنَا غَدَاءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا﴾ [الكهف: ٦٢]، قَالَ: فَلَمْ يَجِدِ النَّصَبَ حَتَّى جَاوَزَ حَيْثُ أَمَرَ اللَّهُ، قَالَ: ﴿أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ، وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَبًا قَالَ ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصًا﴾ [الكهف: ٦٤]، قَالَ: يَقُصَّانِ آثَارَهُمَا حَتَّى أَتَيَا الصَّخْرَةَ، فَإِذَا هُمَا بِرَجُلٍ مُسَجًّى، عَلَيْهِ ثَّوْبٌ، فَسَلَّمَ مُوسَى فَرَدَّ عَلَيْهِ وَقَالَ: وَأَنَّى بِأَرْضِكَ مِنْ سَلَامٍ؟ قَالَ -[٣٤٢]-: مَنْ أَنْتَ؟، قَالَ: أَنَا مُوسَى، قَالَ: أَمُوسَى بَنِي إِسْرَائِيلَ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَمَا شَأْنُكَ؟ قَالَ: جِئْتُكَ؛ لِتُعَلِّمَنِي مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا، قَالَ: وَمَا يَكْفِيكَ أَنَّ التَّوْرَاةَ بِيَدَيْكَ وَأَنَّ الْوَحْيَ يَأْتِيكَ؟ إِنِّي عَلَى عِلْمٍ مِنْ عِلْمِ اللَّهِ عَلَّمَنِيهِ اللَّهُ لَا تَعْلَمُهُ، وَإِنَّكَ عَلَى عِلْمٍ مِنْ عِلْمِ اللَّهِ عَلَّمَكَهُ اللَّهُ لَا أَعْلَمُهُ، أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِي مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا، حَتَّى بَلَغَ ﴿وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا﴾ [الكهف: ٦٩]، قَالَ: فَانْطَلَقَا يَمْشِيَانِ عَلَى السَّاحِلِ فَعُرِفَ الْخَضِرُ، فَحُمِلَ بِغَيْرِ نَوْلٍ فَلَمَّا رَكِبَا فِي السَّفِينَةَ جَاءَ عُصْفُورٌ فَوَقَعَ عَلَى حَرْفِ السَّفِينَةِ فَنَقَرَ مِنَ الْمَاءِ، فقَالَ: مَا يَنْقُصُ عِلْمِي وَعِلْمُكَ مِنْ عِلْمِ اللَّهِ إِلَّا مِثْلَ مَا نَقَصَ هَذَا الْعُصْفُورُ مِنَ الْبَحْرِ، قَالَ: فَبَيْنَمَا هُمْ فِي السَّفِينَةِ لَمْ يَصِحْ مُوسَى إِلَّا وَهُوَ يُرِيدُ أَوْ إِذَا هُوَ يُرِيدُ أَنْ يَخْرِقَهَا، قَالَ: حَسِبْتُ أَنَّهُ قَالَ: وَيُدْفِقُهَا بَرًّا، فَقَالَ: حُمِلْنَا بِغَيْرِ نَوْلٍ وَتُرِيدُ أَنْ تَخْرِقَهَا ﴿لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا﴾ [الكهف: ٧١] إِلَى ﴿وَلَا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا﴾ [الكهف: ٧٣]، فَكَانَتِ الْأُولَى نِسْيَانًا ﴿لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ﴾ [الكهف: ٧٣] فَخَرَجَا حَتَّى لَقِيَا غُلَامًا يَلْعَبُ مَعَ الْغِلْمَانِ، فَقَالَ بِيَدِهِ هَكَذَا كَأَنَّهُ اجْتَبَذَ رَأْسَهُ فَقَطَعَ رَأْسَهُ، فَقَالَ لَهُ: ﴿أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ﴾ [الكهف: ٧٤] إِلَى قَوْلِهِ: ﴿فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ فَأَقَامَهُ﴾ [الكهف: ٧٧]، وَقَالَ بِيَدِهِ هَكَذَا وَعَدَلَهُ بِيَدِهِ، فَقَالَ لَهُ: مُوسَى لَمْ يُضَيِّفُونَا وَلَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا، ﴿قَالَ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ﴾ [الكهف: ٧٨] قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَدِدْنَا أَنَّ مُوسَى صَبَرَ» قَالَ عَمْرٌو: كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَقْرَأُ (أَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ كَافِرًا) وَكَانَ يَقْرَأُ: (وَكَانَ أَمَامَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ صَالِحَةٍ غَصْبًا)
-[٣٤٣]-
١٧٠٥ - قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: «فَتَنَاوَلَ رَأْسَ الْغُلَامِ بِثَلَاثةِ أَصَابِعٍ الْإِبْهَامِ وَاللَّتَيْنِ تَلِيَانِهَا»