نا عَبْدُ الرَّزَّاقِ
٢١٧٥ - عَنْ مَعْمَرٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمْهُمْ﴾ [النمل: ٨٢]، قَالَ: حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، عَنْ قَيْسِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ " أَنَّ لِلدَّابَّةِ ثَلَاثَ خَرْجَاتٍ: خَرْجَةٌ تَخْرُجُ فِي بَعْضِ الْبَوَادِي، ثُمَّ تَنْكَمِي، وَخَرْجَةٌ تَخْرُجُ فِي بَعْضِ الْقُرَى، حَتَّى تُذْكَرَ وَحَتَّى يُهْرِيقَ الْأُمَرَاءُ فِيهَا الدِّمَ، ثُمَّ تَنْكَمِي، فَبَيْنَمَا النَّاسُ عِنْدَ أَشْرَفِ الْمَسَاجِدِ وَأَفْضَلِهَا، وَأَعْظَمِهَا - حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ يُسَمِّي الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ، وَمَا سَمَّاهُ - إِذِ ارْتَفَعَتْ بِهِمُ الْأَرْضُ فَانْطَلَقَ النَّاسُ هِرَابًا، فَلَا يَفُوتُهَا هَارِبٌ وَتَبْقَى عِصَابَةٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، فَيَقُولُونَ: لَا يُنَجِّينَا مِنْ أَمْرِ اللَّهِ شَيْءٌ، فَتَخْرُجُ عَلَيْهِمُ الدَّابَّةُ فَتَجْلُو وُجُوهَهُمْ مِثْلَ الْكَوْكَبِ الدُّرِّيِّ، ثُمَّ تَنْطَلِقُ، فَلَا يُدْرِكُهَا طَالِبٌ، وَلَا يَفُوتُهَا هَارِبٌ، ثُمَّ تَأْتِي الرَّجُلَ وَهُوَ يُصَلِّي فَتَقُولُ: أَتَتَعَوَّذُ بِالصَّلَاةِ؟ فَتَاللَّهِ مَا كُنْتَ مِنْ أَهْلِ الصَّلَاةِ فَيَلْتَفِتُ إِلَيْهَا فَتَخْطِمُهُ وَتَجْلُو وَجْهَ الْمُؤْمِنِ، وَتَخْطِمُ وَجْهَ الْكَافِرَ "، قَالَ: قُلْنَا: وَمَا النَّاسُ يَوْمَئِذٍ يَا حُذَيْفَةُ؟ "، قَالَ: «جِيرَانٌ فِي الرِّبَاعِ، وَشُرَكَاءُ فِي الْأَمْوَالِ، وَأَصْحَابٌ فِي الْأَسْفَارِ»