من حديث أبي موسى (١) وأبي بن كعب (٢). ورواه جرير من حديث كعب بن عجرة (٣) في " صحيح مسلم " (٤) عن صهيب بن سنان عن النبي ﷺ في حديث قال فيه: " فيكشف الحجاب فما أعطوا شيئا أحب إليهم من النظر إلى ربهم عز وجل "، ثم تلا هذه الآية (لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ) (يونس: ٢٦)
٢- قوله تعالى: (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ) (لأنفال: الآية ٦٠) فقد فسر النبي ﷺ القوة بالرمي. رواه مسلم (٥)، وغيره من حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه.
ج- كلام الصحابة رضي الله عنهم لا سيما ذوو العلم منهم والعناية بالتفسير، لأن القرآن نزل بلغتهم وفي عصرهم، ولأنهم بعد الأنبياء أصدق الناس في طلب الحق، وأسلمهم من الأهواء، وأطهرهم من المخالفة التي تحول بين المرء وبين التوفيق للصواب. ولذلك أمثلة كثيرة جدا منها:
١- قوله تعالى: (وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لامَسْتُمُ النِّسَاءَ) (النساء: الآية ٤٣) فقد صح عن ابن عباس رضي الله عنهما: أنه فسر الملامسة بالجماع (٦).
د- كلام التابعين الذين اعتنوا بأخذ التفسير عن الصحابة رضي الله عنهم، لأن التابعين خير الناس بعد الصحابة، وأسلم من الأهواء ممن بعدهم. ولم تكن اللغة العربية تغيرت كثيرا في عصرهم، فكانوا أقرب إلى الصواب في فهم القرآن ممن بعدهم.
_________
(١) أخرجه ابن أبى حاتم في تفسيره ٦/١٩٤٥، حديث رقم ١٠٣٤١، وأخرجه اللالكائي في شرح أصول الاعتقاد المجلد الثاني ٣/٤٥٨-٤٥٩، حديث رقم ٧٨٥
(٢) أخرجه الطبري في تفسيره ١٥/٦٩، حديث رقم ١٧٦٣٣، والالكائي في شرح أصول الاعتقاد، المجلد الثاني ٣/٤٥٦.
(٣) أخرجه الطبري في تفسيره ١٥٦٨، حديث رقم ١٧٦٣١، والالكائي في شرح أصول الاعتقاد، المجلد الثاني ٣/٤٥٦. -٤٥٧
(٤) أخرجه مسلم ص ٧٠٩، كتب الإيمان باب ٨٠: إثبات روية المؤمنين في الآخرة ربهم سبحانه وتعالى، حديث رقم ٤٤٩ (٢٩٧) ١٨١، ٤٥٠ (٢٩٨) ١٨١.
(٥) أخرجه مسلم ص ١٠٢٠، كتاب الإمارة، باب ٥٢: فضل الرمي والحث عليه... ، حديث رقم ٤٩٤٦ (١٦٧) ١٩١٧، والترمذي ص ١٩٦٣، كتاب تفسير القرآن، باب ٨: ومن سورة الأنفال، حديث رقم ٣٠٨٣، باب ٢٣: وفي سند الترمذي مبهم، وأخرجه أبو داؤد ص ١٤٠٩، كتاب الجهاد، باب ٢٣ في الرمي حديث ٢٥١٤ وابن ماجه ص ٢٦٤٧ كتاب الجهاد باب ١٩ الرمي في سبيل الله، حديث رقم ٢٨١٣، وأخرجه غيرهم أيضا
(٦) أخرجه عبد الرزاق في مصنفه (١/١٣٤)، وابن أبي شيبة في مصنفه (١/١٩٢)


الصفحة التالية
Icon