مات رجل من الأمريكان من الملحدين منهم، مات رجل من اليهود من الملحدين، العنه واشهد له بالنار، نقول: لا يمكن، نحن نقول: من مات على هذا فهو من أهل النار، من مات على هذا لعناه، أما الشخص المعين فلا، ولهذا كان من عقيدة أهل السنة والجماعة قالوا: لا نشهد لأحد بالجنة أو بالنار إلا لمن شهد له النبي صلى الله عليه وسلم، ولكننا نرجو للمحسن ونخاف على المسيء، هذه عقيدة أهل السنة والجماعة.
﴿قتل الخراصون﴾ ﴿قتل﴾ كثير من المفسرين يفسرها بلعن، واللعن هوالطرد والإبعاد عن رحمة الله، ولكن الصحيح أنها بمعنى أهلك، لأنه لا داعي أن نصرفها عن ظاهرها، وظاهرها صحيح مستقيم، فمعنى ﴿قتل﴾ : أهلك، و ﴿الخراصون﴾ جمع خراص، وهو الذي يتكلم بالظن والتخمين والارتياب والشك، لأنه منغمر في الجهل والسهو والغفلة، ولهذا وصفهم بقوله: ﴿الذين هم في غمرة ساهون﴾ أي في غمرة من الجهل، قد أحاط بهم الجهل من كل جانب، ﴿ساهون﴾ : غافلون، لا يحاولون أن يقبلوا على ما أنزل الله على رسله - عليهم الصلاة والسلام - ومن جهلهم أنهم ﴿يسئلون أيان يوم الدين﴾، سؤال استبعاد وإنكار، لو كانوا يسألون سؤال استعلام واستخبار، لعذروا، كما قال جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم: «أخبرني عن الساعة»، استفهاماً واستخباراً، قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «ما المسؤول عنها بأعلم من السائل» (١)
لكن أولئك الخراصون
_________
(١) تقدم تخريجه ص ٦٢..


الصفحة التالية
Icon