صحابي أنه قال عن تارك الصلاة: إن تارك الصلاة في الجنة، أو إنه مؤمن، أو ما أشبه ذلك، والزاني لم يتق الله؛ لأنه زنا فخالف أمر الله وعصاه، والسارق لم يتق الله، وشارب الخمر لم يتق الله، والعاق لوالديه لم يتق الله، والقاطع لرحمه لم يتق الله، والأمثلة على هذا كثيرة، فقوله تعالى: ﴿واتقوا الله﴾ كلمة عامة شاملة تشمل كل الشريعة ﴿إن الله سميع عليم﴾ هذه الجملة تحذير لنا أن نقع فيما نهانا عنه من التقدُّم بين يدي الله ورسوله، أو أن نخالف ما أمر به من تقواه ﴿سميع﴾ أي سميع لما تقولون ﴿عليم﴾ أي عليم بما تقولون وما تفعلون؛ لأن العلم أشمل وأعم، إذ إن السمع يتعلق بالمسموعات، والعلم يتعلق بالمعلومات، والله تعالى محيط بكل شيء علماً، لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء، يقول العلماء - رحمهم الله -: إن السمع الذي اتصف به ربنا - عز وجل - ينقسم إلى قسمين: سمع إدراك وسمع إجابة، فسمع الإدراك معناه أن الله يسمع كل صوت خفي أو ظهر، حتى إنه - عز وجل - يقول لنبيه صلى الله عليه وسلم: ﴿قد سمع الله قول التى تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله والله يسمع تحاوركمآ إن الله سميع بصير﴾. قالت عائشة - رضي الله عنها -: (الحمد لله الذي وسع سمعه الأصوات، لقد كنت في الحجرة - أي حجرة النبي ﷺ - والمرأة تجادله وهو يحاورها وإنه ليخفى عليَّ بعض حديثها) (١).
والله
_________
(١) عزاه السيوطي في الدر المنثور (٨/٦٩ - ٧٠) إلى سعيد بن منصور والبخاري تعليقاً وعبد بن حميد والنسائي وابن ماجه، وابن المنذر وابن مردويه والبيهقي في سننه.
وأخرج البخاري الجزء الأول من قولها في كتاب التوحيد، باب قول الله تعالى: ﴿وكان الله سميعاً بصيراً﴾. والبيهقي في سننه الكبرى (٧/٣٨٢).