فاعلم أنك محروم، وأن إيمانك ناقص ﴿وما تغنى الآيات والنذر عن قوم لا يؤمنون﴾.
فعليك يا أخي أن تتفكر في آيات الله الكونية، وما في هذا الكون العظيم من آيات الله الدالة على عظمته وسلطانه ورحمته وحكمته، وكذلك في آيات الله الشرعية، ومن فتح الله عليه في الآيات الشرعية ينتفع بها أكثر مما ينتفع بالآيات الكونية، إذا تأمل ما أخبر الله به عن نفسه من الأسماء والصفات، والأفعال والأحكام، ازداد إيماناً بالله - عز وجل - وعرف بذلك الحكمة والرحمة، وإذا تأمل فيما أخبر الله به عن اليوم الآخر، وما يكون فيه من ثواب وعقاب، وجزاء وحساب ازداد إيماناً بالله، وكلما تأمل الإنسان في آيات الله الشرعية ازداد إيماناً، فبعض الناس الموفقين يكون ازدياد إيمانه بالآيات الشرعية أكثر من ازدياد إيمانه بالآيات الكونية، أما الإنسان الذي يفتح الله عليه في هذا وهذا فيا حبذا.
﴿وفي السماء رزقكم وما توعدون﴾ ذهب كثير من العلماء أن المراد بالرزق هنا المطر، لأن الله تعالى قال: ﴿هو الذي يريكم ءاياته وينزل لكم من السماء رزقاً وما يتذكر إلا من ينيب﴾. وسمي المطر رزقاً؛ لأنه سبب للرزق، فإذا أنزل الله المطر أخرجت الأرض الماء والمرعى، متاعاً لنا ولأنعامنا، وهذا رزق، كم من ناس يكون رزقهم على ما ينزل من المطر من الزروع والحشيش والمياه وغيرها، بل إن الله تعالى قال: ﴿أفرءيتم الماء الذي تشربون أءنتم أنزلتموه من المزن أم نحن المنزلون﴾ هل أحد يستطيع أن ينزل من المزن ماءً؟ لا يمكن، وهل أحد يستطيع أن


الصفحة التالية
Icon