منشرح الصدر لحكم الله ورسوله، لكن تتباطأ وتتهاون فأنت ناقص الإيمان، اقرأ قول الله تعالى: ﴿ونقلب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة ونذرهم في طغيانهم يعمهون﴾. لما لم يؤمنوا به أول مرة ولم يقبلوه من أول مرة صارت - والعياذ بالله - قلوبهم متقلبة، وتركهم الله في طغيانهم يعمهون، ولهذا يجب عليك أيها المؤمن أن تبادر بانقياد تام لحكم الله تعالى القدري.
وأتكلم على آداب السلام، حيث إن الملائكة قالوا: (سلاماً)، فقال إبراهيم: (سلام)، ذكرنا فيما سبق أن رد إبراهيم عليه الصلاة والسلام أحسن من ابتداء الملائكة؛ لأن رد إبراهيم عليه السلام جملة اسمية تفيد الثبوت والاستمرار، بخلاف سلام الملائكة عليهم السلام، واعلم أن رد التحية واجب، لقول الله تبارك وتعالى: ﴿وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منهآ أو ردوهآ﴾. فقال: ﴿إذا حييتم﴾ ولم يذكر من يحيينا، فيشمل أي إنسان يحيينا، فإننا نحيه ونرد عليه أحسن من تحيته، أو مثلها كما قال: ﴿وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منهآ أو ردوهآ﴾. فبدأ بالأحسن، لأنه هو الأفضل، أو ردوها، أي: ردوا مثلها، ويشمل هذا ما إذا سلم علينا أحد من اليهود، أو النصارى، أو البوذيين، أو غيرهم، فنرد عليهم، لكننا لا نبدأ اليهود والنصارى بالسلام، لنهي النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم عن ذلك (١)، ثم إن السلام
_________
(١) حيث قال: «لا تبدؤوا اليهود ولا النصارى بالسلام. فإذا لقيتم أحدهم في طريق فاضطروه إلى أضيقه». أخرجه مسلم، كتاب السلام، باب النهي عن ابتداء أهل الكتاب بالسلام وكيف يرد عليهم (رقم ٢١٦٧).


الصفحة التالية
Icon