﴿واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه﴾، يحول بينك وبين قلبك، فيجب علينا إذا مر بنا اسم من أسماء الله تعالى، أو صفة من صفات الله أن نؤمن بهذا الاسم، وهذه الصفة، وأن نقوم بما هو الثمرة من الإيمان بهذا الاسم، أو الصفة. وما تضمنته الآية الكريمة من أدب عظيم وجه الله تعالى عباده إليه. وهذا هو الأدب الأول.
أما الأدب الثاني ففي قوله تعالى: ﴿يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصوتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون﴾، الآية الأولى فيها النهي عن التقدم بين يدي الله ورسوله في أي شيء، سواء من الأقوال أو الأفعال أو غيرها، أما هذه الآية فهي في رفع الصوت وإن لم يكن هناك تقدم في الأحكام من تحليل أو تحريم أو إيجاب، يقول الله - عز وجل -: ﴿لا ترفعوا أصوتكم فوق صوت النبي﴾ فإذا خاطبك النبي ﷺ بصوت فاخفض صوتك عن صوته، وإذا رفع صوته فارفع صوتك لكن لابد أن يكون دون صوت الرسول - عليه الصلاة والسلام - ولهذا قال: ﴿لا ترفعوا أصوتكم فوق صوت النبي﴾.
﴿ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض﴾ يعني لا تنادونه بصوت مرتفع، كما ينادي بعضكم بعضاً، بل يكون جهراً بأدب وتشريف وتعظيم، يليق به صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وهذا كقوله: ﴿لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضاً﴾. يعني إذا دعاكم لشيء فلا تجعلوا دعاءه كدعاء بعضكم لبعض، إن شئتم أجبتم وإن شئتم فلا تجيبوا، بل يجب عليكم


الصفحة التالية
Icon