رميم، فالإيمان باليوم الآخر يتضمن ثلاثة أمور: الأول: الإيمان بوقوع اليوم الآخر أنه لابد كائن. الثاني: الإيمان بما سيكون في هذا اليوم من: أهوال، وحساب، وموازين، وصراط، وجنة، ونار لابد من هذا، الثالث: الإيمان باليوم الآخر الإيمان بما يكون في القبر من فتنة القبر، سؤال الملكين الميت عن ثلاثة أشياء: من ربك؟ ما دينك؟ من نبيك؟ ﴿إنَّ الذين لا يؤمنون بالآخرة﴾ هل أحد من الناس لا يؤمن بالآخرة؟ نعم كثير من الناس، أكثر الناس لا يؤمنون بالآخرة، حتى إن الله سبحانه وتعالى قال في الإنسان: ﴿أولم ير الإنسان أنا خلقناه من نطفة فإذا هو خصيم مبين وضرب لنا مثلاً﴾ يعجزنا فيه ﴿ونسي خلقه قال من يحي العظام وهي رميم﴾ ما أحسن قوله: ﴿ونسي خلقه﴾ قبل أن يقول مقالة هذا الإنسان، يعني هذا الإنسان قال: ﴿من يحي العظام وهي رميم﴾ ﴿ونسي خلقه﴾، ما هو خلقه؟ إنه لم يكن شيئاً، خلق من ماء دافق، فصار عظاماً وعصباً ولحماً، وصار إنساناً ينطق ويخاصم ﴿من يحي العظام وهي رميم قل يحييها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم﴾ وذكر الأدلة على إمكان ذلك (١)، فمن الناس من ينكر اليوم الآخر، ويقول: لا بعث.
وهذا من سفهه في عقله وضلاله في دينه، وإلا فهل من الحكمة أن تخلق هذه الخليقة وتبتلى بالأمر والنهي، ويحصل الجهاد وقتال الأعداء، واستحلال دمائهم وأموالهم، ونسائهم ثم يكون نتيجة هذا لا شيء، هذا لا يمكن، وتأباه الحكمة، إذاً
_________
(١) انظر تفصيل ذلك في تفسير فضيلة الشيخ - رحمه الله تعالى - لسورة يس.


الصفحة التالية
Icon