تعالى: ﴿وما يدريك لعل الساعة قريب﴾ وقال الله تعالى في الآية الأخرى: ﴿وما يدريك لعل الساعة تكون قريباً﴾ فهي قريبة، ويدل لقربها أن محمداً ﷺ خاتم الرسل، فمعناه أن الأمر قريب، وأما كون الله تعالى يذكر أن الأمر قريب وبيننا وبين نزول القرآن أربعة عشر قرناً، ونحن في القرن الخامس عشر، ومع ذلك يذكر الله - عز وجل - أن الساعة قريبة، ومن هنا نعرف أن عُمر الدنيا طويل وبعيد، ولكن هل نأخذ بقول هؤلاء الذين يتخرصون، ويقولون: عمر الدنيا الماضي كذا وكذا؟ والجواب: لا نأخذ بقولهم، ولا نصدقهم ولا نكذبهم، أحياناً يقولون: إنهم عثروا على آثار حيوان له كذا وكذا من ملايين السنين، أو على أحجار، فهذا لا نصدق ولا نكذب، لأنهم لا يعلمون الغيب الماضي، وإنما يقيسونه بحال الحاضر، أي يقيسون عمر هذا الأثر بحسب المؤثرات في الوقت الحاضر، لكن من يعلمنا أن المؤثرات في الوقت الحاضر هي المؤثرات في الوقت الماضي لا ندري، قد يتغير الطقس من حرارة إلى برودة، ومن برودة إلى حرارة، وقد تتغير الرياح والأمطار وغير ذلك، وما نقرأه أو نسمع به من علوم هؤلاء موقفنا نحوه أن لا نصدق ولا نكذب، أما في المستقبل فيجب أن نكذب كل من أخبر عن شيء مستقبل؛ لأنه يدعي الغيب، والله عز وجل يقول: ﴿قل لا يعلم من في السماوات والأَرض الغيب إلا الله﴾ فعليه: ﴿أزفت الآزفة﴾ أي قربت القيامة لكن هل يمكن أن نحدد مدى القرب؟ لا يمكن، ومن ادعى أنه يعلم أنه متى تقوم الساعة فإنه مكذب لله ورسوله، أما الله فقد قال تعالى: {يسئلك


الصفحة التالية
Icon