وهنا قال الله تعالى: ﴿كأنهم أعجاز نخل منقعر﴾، وفي الحاقة قال تعالى: ﴿كأنهم أعجاز نخل خاوية﴾، والمعنى متقارب، لكن من بلاغة القرآن أن يجري الكلام فيه على نسق واحد، فهناك ﴿كأنهم أعجاز نخل خاوية﴾ مناسب للفواصل التي في الحاقة، أما هنا ﴿كأنهم أعجاز نخل منقعر﴾ مناسب للفواصل التي في سورة القمر، لأن تناسب الكلام واتساقه من كمال بلاغته ﴿فكيف كان عذابي ونذر ولقد يسرنا القرءان للذكر فهل من مدكر﴾، كرر الله تعالى هذا عند آخر كل قصة من أجل أن نحرص على التذكر بالقرآن، وتدبر القرآن، وتفهم القرآن؛ لأنه ميسر، والجملة مؤكدة بمؤكدات ثلاثة: القسم، واللام، وقد، مما يدل على الترغيب في تذكر القرآن والتذكر به، فهل من مدكر، نرجو الله سبحانه وتعالى أن يجعلنا من المدكرين بكتاب الله - عز وجل -.
﴿كذبت ثمود بالنذر﴾ أي: بما جاءهم من النذر، وهي الآيات التي جاء بها صالح عليه الصلاة والسلام، وديارهم معروفة الآن ببلاد الحجر في طريق تبوك من المدينة، وكان صالح عليه الصلاة والسلام أُرسل إلى قومه، يدعوهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له كسائر الأنبياء، قال الله تعالى: ﴿ومآ أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون﴾ وقال تعالى: ﴿ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت فمنهم من هدى الله ومنهم من حقت عليه الضلالة﴾ أرسله الله عز وجل إلى قومه، وأعطاه آية وهي ناقة لها شرب ولهم شرب، أي