﴿فتماروا بالنذر﴾ أي: تشككوا فيه ولم يؤمنوا به، ﴿ولقد راودوه عن ضيفه﴾، أي: راودوا لوطاً عن ضيفه الذي جاء إليه من الملائكة، وكان الله تعالى قد بعث إليه الملائكة على صورة شباب مُرد، ذوي جمال وهيئة، امتحاناً من الله - عز وجل -، فلما سمع قوم لوط بهؤلاء الضيف أتوا يهرعون إليه يسرعون، يريدون هؤلاء الضيف، ليفعلوا بهم الفاحشة - والعياذ بالله - ﴿فطمسنا أعينهم﴾ أي: فطمس الله أعينهم، أما كيف طمس أعينهم هل جبريل عليه السلام ضربهم بجناحه أو غير ذلك؟ الله أعلم، إنما علينا أن نؤمن بأن الله تعالى طمس أعينهم، حتى أصبحوا لا يبصرون، ﴿فذوقوا عذابي ونذر﴾ الأمر هنا للامتهان، أو إنه أمر كوني، يعني أن الله أمرهم أمر إهانة، أو أمراً كونياً أن يذوقوا العذاب، ومثل هذا قول الله تبارك وتعالى عن صاحب الجحيم ﴿ذق إنك أنت العزيز الكريم﴾ فإن هذا الأمر أمر إهانة بلا شك وليس أمر إكرام ولا أمر إباحة، ﴿ولقد صبحهم بكرةً عذاب
مستقر﴾
يعني أن العذاب صبحهم أتاهم في الصباح على حين قيامهم من النوم، واستقبالهم يومهم وهم فرحون، كل واحد منهم يفكر فيما يفعل هذا اليوم، فإذا بالعذاب يقع بهم، نسأل الله العافية ﴿فذوقوا عذابي ونذر﴾ ﴿ولقد يسرنا القرءان للذكر فهل من مدكر﴾ من العبر في هذه الآية أن هؤلاء الذين قلب الله فطرتهم وطبيعتهم قلب الله عليهم البنيان برميهم بحجارة من سجيل، فتهدم البنيان حتى صار أعلاه أسفله، وقيل: إن الله تعالى قلب بهم ديارهم اقتلعها من أساسها حتى رفعها ثم قلبها، فإن صح هذا فالله على كل شيء


الصفحة التالية
Icon