وسلم الزيادة بأنها النظر إلى وجه الله (١)،
اللهم اجعلنا ممن ينظرون إليك في جنات النعيم ﴿ثلة من الأَولين﴾ قيل: إن المراد بذلك الأمم السابقة ﴿وقليل من الأَخرين﴾ يعني أمة محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وعلى هذا القول تكون قلة هذه الأمة باعتبار كثرة الأمم السابقة، وليس المعنى أن الذين يدخلون الجنة من الأمم السابقين باعتبار كل نبي أكثر من الذين يدخلون الجنة من هذه الأمة، وقيل: المراد بالأولين أول هذه الأمة، أي: ثلة من أول هذه الأمة، وقليل من آخرها، وهذا القول هو الصحيح، بل هو المتعين، لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: «إني أرجو أن تكونوا شطر أهل الجنة» (٢) أي نصفهم، وفي حديث آخر: «إن أهل الجنة مائة وعشرون صفًّا منهم ثمانون من هذه الأمة» (٣)
وعلى هذا لا يصح أن نقول قليل من هذه الأمة، وكثير من الأمم السابقة، بل نقول: ثلة أي كثير من هذه الأمة من أولها، وقليل من آخرها، ﴿على سرر موضونة﴾ سرر جمع سرير، وهو ما يتخذه الإنسان للجلوس والنوم، ﴿موضونة﴾ قال العلماء: منسوجة من الذهب، ﴿متكئين عليها﴾ أي: معتمدين
_________
(١) أخرجه مسلم، كتاب الإيمان، باب إثبات رؤية المؤمنين في الآخرة ربهم سبحانه وتعالى (رقم ١٨١).
(٢) أخرجه البخاري، كتاب أحاديث الأنبياء، باب قصة يأجوج ومأجوج (٣٣٤٨) ومسلم، كتاب الإيمان، باب قوله: يقول الله لآدم أخرج بعث النار من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين (٢٢٢).
(٣) أخرجه أبو نعيم في صفة الجنة (رقم ٢٣٩) والترمذي، كتاب صفة الجنة، باب ما جاء في صفة أهل الجنة (رقم ٢٥٤٦) وقال: هذا حديث حسن..