الشمال} وهم الكفار والمنافقون ﴿في سموم وحميم﴾ هذا القسم في سموم، أي: حرارة شديدة - والعياذ بالله -، وقد بيَّن الله تبارك وتعالى في آيات كثيرة كيفيتها، فقال الله تعالى: ﴿إن الذين كفروا بآياتنا سوف نصليهم ناراً كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلوداً غيرها ليذوقوا العذاب إن الله كان عزيزاً حكيماً﴾ وأخبر أنه ﴿يصب من فوق رءوسهم الحميم يصهر به ما في بطونهم والجلود ولهم مقامع من حديد﴾ والآيات في هذا المعنى كثيرة، وقوله: ﴿حميم﴾، الحميم هو الماء الحار الشديد الحرارة، فهم - والعياذ بالله - محاطون بالحرارة من كل وجه، ومن كل جانب ﴿وظل من يحموم﴾ اليحموم هو الدخان المحض، وقد وصفه الله بأنه ﴿لا بارد ولا كريم﴾ يعني ليس بارداً يقيهم الحر، ولا كريم حسن المنظر يتنعمون به، ويستريحون فيه فهو لا بارد كما هو الشأن في الظل، ولا كريم، أي: حسن المظهر لأنه دخان كريه منظره حار مخبره - نسأل الله العافية -، ثم بين حالهم من قبل فقال: ﴿إنهم كانوا قبل ذلك مترفين﴾، وذلك في الدنيا، قد أترف الله أبدانهم، وهيأ لهم من نعيم البدن ما وصلوا فيه إلى حد الترف، لكن هذا لم ينفعهم - والعياذ بالله - ولم ينجهم من النار، ﴿وكانوا
يصرون على الحنث العظيم﴾
، يصرون أي: يستمرون عليه، والحنث العظيم هو الشرك؛ لأن الأصل في الحنث الإثم، والعظيم هو الشرك، قال الله تعالى: ﴿إن الشرك لظلم عظيم﴾ وكانوا أيضاً ينكرون البعث: ﴿وكانوا يقولون أءذا متنا وكنا تراباً وعظاماً أءنا لمبعوثون أو ءابآؤنا الأَولون﴾ ينكرون هذا إنكاراً عظيماً،


الصفحة التالية
Icon