والإيمان الثابت، إنه على كل شيء قدير.
﴿وما لكم لا تؤمنون بالله والرسول يدعوكم لتؤمنوا بربكم وقد أخذ ميثاقكم إن كنتم مؤمنين﴾ هذا معطوف على الآية التي قبلها وهي ﴿آمنوا بالله ورسوله﴾ ﴿وما لكم لا تؤمنون بالله﴾ يعني أي شيء يمنعكم من الإيمان بالله، وقد تمت أسباب وجوب الإيمان به، وذلك بدعوة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، كما قال عز وجل: ﴿والرسول يدعوكم لتؤمنوا بربكم وقد أخذ ميثاقكم﴾ يعني أخذ الله تعالى العهد أن تؤمنوا به وبرسوله، فصار هناك سببان للإيمان، الأول: دعوة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم إليه، والثاني: الميثاق الذي أخذه الله علينا، وذلك بما أعطانا - عز وجل - من الفطرة والعقل والفهم الذي ندرك به ما ينفعنا ويضرنا، هذا هو الصحيح في معنى الميثاق، وقيل: إنه الميثاق الذي أخذه الله تعالى على بني آدم حين أخرجهم من ظهره، إن صح الحديث الوارد في ذلك (١)
المهم أن الله تعالى ينكر على من لم يؤمن فيقول: ما الذي حملك على أن لا تؤمن، وقد تمت أسباب وجوب الإيمان بدعوة الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وبأخذ الميثاق ﴿إن كنتم مؤمنين﴾ يعني إن كنتم مؤمنين فالزموا الإيمان بالله ورسوله، ﴿هو الذي ينزل على عبده ءايات بينات﴾ لما ذكر أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يدعو إلى الإيمان بين
_________
(١) أخرجه الحاكم (١/٢٧ ٢٨) وقال: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه وقد احتج مسلم بكلثوم بن جبر. ووافقه الذهبي وأخرجه أيضاً في (٢/٥٤٤) وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي..


الصفحة التالية
Icon