أي رحمة من الله للكافر؟ فالجواب: أمده بأنعام وبنين، وعقل، وأمن، ورزق، بل الكفار قد عجلت لهم طيباتهم في حياتهم الدنيا قال الله عز وجل: ﴿ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا ما ترك على ظهرها من دآبة ولكن يؤخرهم إلى أجل مسمى﴾ فإذا سألك سائل: هل لله رحمة على الكافر؟ لا تقل: نعم ولا لا، أما بالمعنى العام فنعم رحمة، ولولا رحمة الله به لهلك، وأما بالمعنى الخاص فلا، الرحمة الخاصة للمؤمنين فقط قال - عز وجل -: ﴿وكان بالمؤمنين رحيماً﴾ ﴿وإن الله بكم لرءوف رحيم﴾ ولما أمرنا أن ننفق مما جعلنا مستخلفين قال: ﴿وما لكم ألا تنفقوا في سبيل الله﴾ يعني أي شيء يمنعهم، والإنفاق في سبيل الله يشمل كل شيء أمر الله بالإنفاق فيه، ففي سبيل الله هنا عامة، وعليه يدخل في ذلك الإنفاق على النفس، والإنفاق على الزوجة، والإنفاق على الأهل، والإنفاق على الفقراء واليتامى، والإنفاق في الجهاد في سبيل الله، فكل ما أمر الله تعالى بالإنفاق فيه فهو داخل في هذه الآية حتى إنفاقك على نفسك صدقة، وإنفاقك على زوجك صدقة، ولكن لاحظ النية، لقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لسعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - «واعلم أنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أجرت عليها» (١)،
فلزم هذا القيد، لابد أن تبتغي بها وجه الله إلا أجرت، أي: أثبت عليها، ﴿ولله ميراث السماوات والأَرض﴾ يعني كيف لا تنفق والذي سيرث السماوات
_________
(١) أخرجه البخاري، كتاب الجنائز، باب رقى النبي ؟ سعد بن خولة (١٢٩٥) ومسلم، كتاب الوصية، باب الوصية بالثلث (١٦٢٨)..


الصفحة التالية
Icon