مثقال ذرة شراً يره}.
ثم قال - عز وجل -: حاثًّا ومرغباً في الإنفاق في سبيله، فقال: ﴿من ذا الذي يقرض الله قرضاً حسناً فيضاعفه له﴾ أي: أين الذين يقرضون الله قرضاً حسناً، أي: ينفقون فيما أمرهم بالإنفاق فيه، وأشار الله في هذا إلى شيئين: إلى الإخلاص في قوله، ﴿من ذا الذي يقرض الله﴾ يعني لا يرى سوى الله - عز وجل - والمتابعة في قوله: ﴿حسناً﴾ ؛ لأن العمل الحسن ما كان موافقاً للشريعة الإسلامية، والإخلاص والمتابعة هما شرطان في كل عمل: أن يكون مخلصاً لله، وأن يكون متابعاً فيه رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ووصف الله تعالى الإنفاق في سبيله بالقرض تشبيهاً بالقرض الذي يقرضه الإنسان غيره، لأنك إذا أقرضت غيرك فإنك واثق من أنه سيرده عليك، هكذا أيضاً العمل الصالح سيرد على الإنسان بلا شك، بل ﴿فيضاعفه له﴾ والمضاعفة هنا الزيادة، وقد بين الله تبارك وتعالى قدرها في سورة البقرة، فقال: ﴿مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء﴾ فأنت إذا أنفقت درهماً فجزاؤه سبعمائة درهم، ثواباً من عند الله - عز وجل - والله فضله أكثر من عدله وأوسع، ورحمته سبقت غضبه، فيضاعفه له إلى سبعمائة بل إلى أكثر كما جاء في الحديث إلى أضعاف كثيرة، ﴿وله أجر كريم﴾، أي: حسن واسع، وذلك فيما يجده في الجنة، ففيها ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، ثم قال - عز وجل -: ﴿يوم ترى المؤمنين والمؤمنات﴾ أي: أذكر للأمة يوم ترى أيها الإنسان {المؤمنين