عالماً فلابد أن تستحله حتى يزول ما في قلبه، وإن كان غير عالم فلا حاجة إلى استحلاله، هذا بالنسبة للذي اغتاب غيره، أما الذي اغتيب وطُلب منه السماح فالذي نرى أن الأفضل والأكمل أن يحلله، لأنه أخوه جاءه معتذراً نادماً فليحلله. وثقوا أنه إذا حلله ستكون كبيرة وعظيمة على الشخص الذي استحله، سيرى أنه أهدى إليه أكبر هدية، فتنقلب الكراهية التي كانت من قبل إلى محبة وألفة، وهذا هو المطلوب من المسلمين أن يكون بعضهم لبعض إلفاً محبًّا وادًّا.
الشرط الرابع: أن يعزم على أن لا يعود في المستقبل، أي يكون في نفسه نية عازمة جازمة أن لا يعود لهذا الذنب في المستقبل، فإن تاب وهو يقول: ربما أنه يطرأ علي أن أفعل الذنب، فهذا التائب لا تصح توبته، لأنه لابد أن يعزم على أن لا يعود في المستقبل.
الشرط الخامس: أن تكون التوبة في وقت قبولها، لأنه يأتي وقت يسد باب التوبة، ولا تقبل من الإنسان، والباب الذي يغلق عن التائبين عام وخاص، أما العام: فهو طلوع الشمس من مغربها، فسيأتي زمن تخرج الشمس من المغرب، والذي يردها الله - عز وجل - لو اجتمعت الخلائق كلها على أن تردها ما ردتها، لكن يردها الله - عز وجل - الذي أمره ﴿إذآ أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون﴾ ترجع هذه الشمس العظيمة إذا غربت من مغربها، وإذا طلعت الشمس من مغربها آمن كل من على الأرض، اليهودي، والنصراني، والبوذي، والشيوعي، وغيرهم كلهم


الصفحة التالية
Icon