﴿كذلك الخروج﴾ أي مثل ذلك الإحياء ﴿الخروج﴾، خروج الناس من قبورهم لله - عز وجل - وإنما ذكر الله تعالى الخروج لأن من عباد الله من أنكر ذلك ﴿زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا﴾ وحجتهم أنهم قالوا من يحيي العظام وهي رميم؟ من يحيي العظام بعد أن أرمت وصارت تراباً؟ هذا مستنكر عندهم بعيد، ولكن الله سبحانه وتعالى بين أنه ليس ببعيد، وأنهم كما يشاهدون الأرض الميتة ينزل عليها المطر فتحيا، إذن فالقادر على إحياء الأرض بعد موتها بنزول المطر قادر على إحياء الأموات بعد موتهم، وهذا قياس جلي واضح، كذلك الخروج.
﴿كذبت قبلهم قوم نوح وأصحاب الرس وثمود وعاد وفرعون وإخون لوط وأصحاب الأَيكة وقوم تبع﴾ ذكر الله هؤلاء المكذبين لفائدتين:
الفائدة الأولى: تسلية الرسول ﷺ بأنه ليس أول رسول كُذِّب، بل قد كُذِّبت الرسل من قبل، كما قال الله تعالى: ﴿ما يقال لك إلا ما قد قيل للرسل من قبلك﴾. قيل: إنه شاعر، قيل: إنه مجنون، قيل: إنه كاهن. وقد قال الله تعالى: ﴿كذلك مآ أتى الذين من قبلهم من رسول إلا قالوا ساحر أو مجنون﴾، هذه فائدة لذكر قصص الأمم السابقة، وهي تسلية النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأن الإنسان إذا رأى غيره قد أصيب بمثل مصيبته يتسلى بلا شك، وتهون عليه المصيبة.
الفائدة الثانية: التحذير لمكذبي الرسول صلى الله عليه وسلم، ولهذا قال في آخر ما ذكر ﴿كل كذب الرسل فحق وعيد﴾ فحق عليهم وعيد الله بالعذاب، وقد قال عز وجل: ﴿فكلا أخذنا بذنبه﴾ يعني كل واحد من هذه الأمم جوزي بمثل ذنبه فعوقب بمثل ذنبه، {كذبت قبلهم


الصفحة التالية
Icon