وجل -: ﴿كل كذب الرسل فحق وعيد﴾ أي أن هؤلاء الأمم الذين أشار الله تعالى إلى قصصهم كلهم كذبوا الرسل، فحق عليهم وعد الله - والعياذ بالله - بعذابه وانتقامه.
﴿أفعيينا بالخلق الأَول بل هم في لبس من خلق جديد﴾ الاستفهام هنا للنفي، وعيينا هنا بمعنى تعبنا، والخلق الأول هو ابتداء الخلائق يعني هل نحن عجزنا عن ابتداء الخلائق حتى نعجز عن إعادة الخلائق؟! من المعلوم أن الجواب: لا، كما قال تعالى: ﴿أولم يروا أن الله الذي خلق السماوات والأَرض ولم يعى بخلقهن﴾. أي لم يتعب بذلك، فإذا كان الله - جل وعلا - لم يتعب بالخلق الأول فإن إعادة الخلق أهون من ابتدائه كما قال تعالى: ﴿وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده﴾ وهذا استدلال عقلي يراد به إقناع هؤلاء الجاحدين لإعادة الخلق، فإن الذين كفروا زعموا أن لن يبعثوا وأنه لا بعث، وأنكروا هذا واستدلوا لذلك بدليل واهٍ جدًّا، فقالوا فيما حكاه الله عنهم: ﴿من يحي العظام وهي رميم﴾ فقال الله تعالى: ﴿قل يحييها الذي أنشأهآ أول مرة وهو بكل خلق عليم﴾. ثم ساق الأدلة العقلية الدالة على أن الله تعالى قادر على أن يحيي العظام وهي رميم، قال تعالى: ﴿بل هم في لبس من خلق جديد﴾ أي هم مقرون بأننا لم نعِ بالخلق الأول، وأنا أوجدناه لكن هم في لبس من خلق جديد، ولهذا حصل الإضراب هنا، حيث قال: ﴿بل هم﴾ يعني أن هذا عجبٌ من حالهم كيف يقرون بأول الخلق ثم ينكرون البعث بعد الموت، بل هم ﴿في لبس﴾ أي في شك وتردد ﴿من خلق جديد﴾ وهو إعادة


الصفحة التالية
Icon