ولكن السنَّة بينت أن الحامل عِدَّتُها وضع الحمل ولو دون أربعةِ أشهر، فالشاهد أن النبي ﷺ أطلق على قول أبي السنابل "كَذب" مع أنه لم يتعمد.
* * *
فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفاً) (الكهف: ٦)
قوله تعالى: (فَلَعَلَّكَ) الخِطاب للرسول ﷺ (بَاخِعٌ نَفْسَكَ) مهلكٌ نفسَك، لأنه كان ﷺ إذا لم يجيبوه حَزِنَ حَزناً شديداً، وضاق صدره حتى يكادَ يَهلك، فسلَّاه الله وبيّن له أنه ليس عليه من عدم استجابتهم من شيء، وإنما عليه البلاغ وقد بلَّغ.
(عَلَى آثَارِهِمْ) أي باتباع آثارهم، لعلَّهم يرجعون بعد عدم إجابتهم وإعراضهم.
(إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيث) ِ أي إن لم يؤمنوا بهذا القرآن.
(أَسَفاً)) مفعول من أجله، العامل فيه: (بَاخِعٌ) المعنى أنه لعلك باخع نفسك من الأسف إذا لم يؤمنوا بهذا مع أن الرسول ﷺ ليس عليه من عدم استجابتهم من شيء، ومهمة الرسول ﷺ البلاغ،. قال تعالى: (فإنما عليك البلاغ) (الرعد: ٤٠)، وهكذا ورثته من بعده: العلماء، وظيفتهم البلاغ وأما الهداية فبيد الله، ومن المعلوم أن الإنسان المؤمن يحزن إذا لم يستجبِ الناس للحق، لكنَّ الحازنَ إذا لم يقبل الناس الحق على نوعين:


الصفحة التالية
Icon