قوله تعالى: ﴿وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ...﴾ الآية. [١٦١].
أخبرنا محمد بن عبد الرحمن المطوعي، أخبرنا أبو عمرو محمد بن أحمد الحيري، أخبرنا أبو يعلى، حدَّثنا أبو عبد الله [بن عمر] بن أبان، حدَّثنا ابن المبارك، حدَّثنا شريك، عن خصيف، عن عكرمة، عن ابن عباس قال:
فقدت قطيفة حمراء يوم بدر مما أصيب من المشركين، فقال أناس: لعلّ النبي صلى الله عليه وسلم أخذها، فأنزل الله تعالى: ﴿وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ﴾ قال خصيف: فقلت لسعيد بن جبير: ما كان لنبي أن يُغَلّ؟ فقال: بل يُغَلّ ويُقْتَل.
أخبرنا أبو الحسن أحمد بن إبراهيم النجار، حدَّثنا أبو القاسم سليمان بن أيوب الطبراني، حدَّثنا محمد بن أحمد بن يزيد النَّرْسِي، [حدَّثنا أبو عمر حفص بن عمر الدُّورِي، عن أبي محمد اليزيدي، عن أبي عمر] بن العَلاَء، عن مجاهد، عن ابن عباس:
أنه كان ينكر على من يقرأ ﴿وما كان لنبي أن يُغَلَّ﴾ ويقول كيف لا يكون له أن يُغَلّ وقد كان يقتل؟ قال الله تعالى: ﴿وَيَقْتُلُونَ ٱلأَنْبِيَآءَ﴾ ولكن المنافقين اتهموا النبي صلى الله عليه وسلم في شيء من الغنيمة، فأنزل الله عز وجل: ﴿وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ﴾.
أخبرنا أحمد بن محمد بن أحمد الأصفهاني، [أخبرنا عبد الله بن محمد الأصفهاني] حدَّثنا أبو يحيى الرازي، حدَّثنا سهل بن عثمان، حدَّثنا وكيع، عن سلمة، عن الضحاك، قال:
بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم طلائع، فغنم النبي صلى الله عليه وسلم غنيمة، وقسمها بين الناس، ولم يقسم للطلائع شيئاً، فلما قدمت الطلائع قالوا: قسم الفيء ولم يقسم لنا، فنزلت ﴿وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ﴾.
قال: سلمة قرأها الضحاك: "يغَلَّ".
وقال ابن عباس في رواية الضحاك: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما وقع في يده غنائم هَوَازِن يوم حُنَين، غلَّه رجل بمخيط، فأ، زل الله تعالى هذه الآية.
وقال قتادة: نزلت وقد غَلَّ طوائف من أصحابه.
وقال الكلبي ومقاتل: نزلت حين تركت الرماة المَرْكَزَ يوم أحد طلباً للغنيمة وقالوا: نخشى أن يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أخذ شيئاً فهو له، وأن لا يقسم الغنائم كما لم يقسم يوم بدر. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ظننتم أنا نَغلُّ ولا نقسم لكم، فأنزل الله تعالى هذه الآية.
وروي عن ابن عباس: أن أشرافَ الناس استدعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يخصصهم بشيء من الغنائم؛ فنزلت هذه الآية.