قوله تعالى: ﴿أُوْلَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ لَعَنَهُمُ ٱللَّهُ...﴾ الآية. [٥٢].
أخبرنا أحمد بن إبراهيم المقري، قال: أخبرنا سفيان بن محمد، قال: أخبرنا مكي بن عبدان، قال: حدَّثنا أبو الأزهر، قال: حدَّثنا رَوْح، قال: حدَّثنا سعيد، عن قتادة، قال:
نزلت هذه الآية في كعب بن الأشْرَف وحُيَيِّ بن أخْطَب - رجلين من اليهود من بين النَّضِير - لقيا قريشاً بالموسم فقال لهما المشركون: أنحن أهدى أم محمد وأصحابه، فإنا أهل السدانة والسقاية وأهل الحرم؟ فقالا: بل أنتم أهدى من محمد؛ وهما يعلمان أنهما كاذبان، إنما حملهما على ذلك حسد محمد وأصحابه، فأنزل الله تعالى: ﴿أُوْلَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ لَعَنَهُمُ ٱللَّهُ وَمَن يَلْعَنِ ٱللَّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ نَصِيراً﴾ فلما رجعا إلى قومهما قال لهما قومهما: إن محمداً يزعم أنه قد نزل فيكما كذا وكذا، فقالا: صدق، والله ما حملنا على ذلك إلا بغضه وحسده.