قوله تعالى: ﴿لاَّ يَسْتَوِي ٱلْقَاعِدُونَ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ...﴾ الآية. [٩٥].
أخبرنا أبو عثمان سعيد بن محمد العدل، قال: أخبرنا جدي، قال: أخبرنا محمد بن إسحاق السّراج، قال: حدَّثنا محمد بن حميد الرّازِي، قال: حدَّثنا سلمة بن الفضل، عن محمد بن إسحاق، عن الزُّهْري، عن سهل بن سعد، عن مروان بن الحكم، عن زيد بن ثابت، قال:
كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم حين نزلت عليه: ﴿لاَّ يَسْتَوِي ٱلْقَاعِدُونَ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ... وَٱلْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ﴾ ولم يذكر أُولي الضَّرَر، فقال ابن أَم مكتوم؛ كيف وأنا أَعمى لا أبصر؟ قال زيد: فَتَغَشّى النبي صلى الله عليه وسلم في مجلسه الوحي، فاتكأ على فخذي، فوالذي نفسي بيده لقد ثقل على فخذي حتى خشيت أن يَرُضَّها، ثم سُرِّيَ عنه فقال: اكتب ﴿لاَّ يَسْتَوِي ٱلْقَاعِدُونَ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُوْلِي ٱلضَّرَرِ﴾ فكتبتها.
رواه البخاري عن إسماعيل بن عبد الله، عن إبراهيم بن سعد، عن صالح، عن الزهري.
أخبرنا محمد بن إبراهيم بن محمد بن يحيى، قال: أخبرنا محمد بن جعفر بن مطر، قال: حدَّثنا أبو خليفة، قال: حدَّثنا أبو الوليد، قال: حدَّثنا شعبة، قال: أنبأنا أبو إسحاق: سمعت البَرَاء يقول:
لما نزلت هذه الآية: ﴿لاَّ يَسْتَوِي ٱلْقَاعِدُونَ﴾ دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم زيداً فجاء بِكَتِفٍ وكتبها، فشكا ابن أم مَكْتُوم ضَرَارَتُه، فنزلت: ﴿لاَّ يَسْتَوِي ٱلْقَاعِدُونَ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُوْلِي ٱلضَّرَرِ﴾. رواه البخاري عن أبي الوليد، ورواه مسلم عن بُنْدَار عن غندر؛ [كلاهما] عن شُعْبة.
أخبرنا إسماعيل بن أبي القاسم النَّصْرَابَاذِي، قال: أخبرنا إسماعيل بن نجيد، قال: أخبرنا محمد بن عبدوس، قال: حدَّثنا علي بن الجعد، قال: حدَّثنا زهير، عن أبي إسحاق، عن البَرَاء، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه قال:
ادع لي زيداً وقل له: يجيء بالكَتِفِ والدَّواة أو اللوح، وقال: اكتب لي:﴿لاَّ يَسْتَوِي ٱلْقَاعِدُونَ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ﴾ أحسبه قال: وَٱلْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ} فقال ابن أُمّ مَكْتُوم: يا رسول الله بعينيّ ضرر، قال: فنزلت قبل أن يَبْرَح ﴿غَيْرُ أُوْلِي ٱلضَّرَرِ﴾. رواه البخاري عن محمد بن يوسف، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق.