قوله تعالى: ﴿قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ ٱلَّذِي يَقُولُونَ...﴾ الآية. [٣٣].
قال السُّدِّي: التقى الأخْنَسَ بن شُرَيق، وأبو جهل بن هشام، فقال الأخْنس لأبي جهل: يا أبا الحكم، أخبرني عن محمد أصادق هو أم كاذب؟ فإنه ليس ههنا أحد يسمع كلامك غيري. فقال أبو جهل: والله إن محمداً لصادِق، وما كذب محمد قط، ولكن إذا ذهب بنو قُصَيّ باللوَاء والسِّقَايَة والحِجَابَة والنَّدْوَة والنُّبُوَّة فماذا يكون لسائر قريش؟ فأنزل الله تعالى هذه الآية.
وقال أبو ميسرة: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم، مرَ بأبي جهل وأصحابه، فقالوا: يا محمد إنا والله ما نكذبك، وإنك عندنا الصادق، ولكن نكذب ما جئت به. فنزلت: ﴿فَإِنَّهُمْ لاَ يُكَذِّبُونَكَ وَلَـٰكِنَّ ٱلظَّالِمِينَ بِآيَاتِ ٱللَّهِ يَجْحَدُونَ﴾.
وقال مقاتل: نزلت في الحارث بن عامر بن نَوْفَل بن عبد مناف بن قُصَيّ بن كِلاَب، كان يكذب النبي صلى الله عليه وسلم في العلانية، وإذا خلا مع أهل بيته، قال: ما محمد من أهل الكذب، ولا أحسبه إلا صادقاً. فأنزل الله تعالى هذه الآية.