قوله تعالى: ﴿وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ ٱفْتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِباً أَوْ قَالَ أُوْحِيَ إِلَيَّ...﴾ الآية. [٩٣].
نزلت في مسيلمة الكذاب الحنفي، كان يسجع ويتكهن، ويدعي النبوة، ويزعم أن الله أوحى إليه.
قوله تعالى: ﴿وَمَن قَالَ سَأُنزِلُ مِثْلَ مَآ أَنَزلَ ٱللَّهُ...﴾ الآية. [٩٣].
نزلت في عبد الله بن سعد بن أبي سَرْح، كان قد تكلم بالإسلام، فدعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم يكتب له شيئاً، فلما نزلت الآية التي في المؤمنين [١٢-١٤] ﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَا ٱلإِنْسَانَ مِن سُلاَلَةٍ﴾ أملاها عليه فلما انتهى إلى قوله ﴿ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقاً آخَرَ﴾ عجِب عبدُ الله من تفصيل خلق الإنسان فقال ﴿فَتَبَارَكَ ٱللَّهُ أَحْسَنُ ٱلْخَالِقِينَ﴾ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هكذا أُنزلت عليّ، فشك عبد الله حينئذ، وقال: لئن كان محمد صادقاً لقد أوحي إِليّ كما أُوحِيَ إليه، ولئن كان كاذباً لقد قلت كما قال: وذلك قوله: ﴿وَمَن قَالَ سَأُنزِلُ مِثْلَ مَآ أَنَزلَ ٱللَّهُ﴾ وارتد عن الإسلام. وهذا قول ابن عباس في رواية الكلبي.
أخبرنا عبد الرحمن بن عبدان، قال: حدَّثنا محمد بن عبد الله [بن نعيم]، قال: حدَّثني محمد بن يعقوب الأموي، قال: حدَّثنا أحمد بن عبد الجبار، قال: حدَّثنا يونس بن بكير، عن محمد بن إسحاق، قال حدَّثني شرحبيل بن سعد، قال:
نزلت في عبد الله بن سعد بن سَرْح، قال: سأنزل مثل ما أنزل الله، وارتد عن الإسلام، فلما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم، مكة [فر إلى عثمان وكان أخاه من الرضاعة فغيبه عنده، حتى إذا اطمأن أهل مكة] أتى به عثمان رسول الله عليه السلام، فاستأمن له.


الصفحة التالية
Icon