قوله تعالى: ﴿يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّ كَثِيراً مِّنَ ٱلأَحْبَارِ وَٱلرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ ٱلنَّاسِ بِٱلْبَاطِلِ﴾. [٣٤].
نزلت في العلماء والقراء من أهل الكتاب، كانوا يأخذون الرّشا من سِفْلتهم، وهي: المآكل التي كانوا يصيبونها من عوامهم.
قوله تعالى: ﴿وَٱلَّذِينَ يَكْنِزُونَ ٱلذَّهَبَ وَٱلْفِضَّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ...﴾ الآية. [٣٤] أخبرنا أبو إسحاق المقري، قال: أخبرنا عبد الله بن حامد، قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن إبراهيم، قال: حدَّثنا محمد بن نصير، قال: حدَّثنا عمرو بن زُرَارَة، قال: حدَّثنا هشيم، قال: حدَّثنا حصين، عن زيد بن وَهْب، قال:
مررت بالرَّبَذَةِ فإذا أنا بأبي ذَرّ، فقلت له: ما أنزلك منزلك هذا؟ قال: كنت بالشام فاختلفت أنا ومعاوية في هذه الآية: ﴿وَٱلَّذِينَ يَكْنِزُونَ ٱلذَّهَبَ وَٱلْفِضَّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ﴾ فقال معاوية: نزلت في أهل الكتاب، فقلت: نزلت فينا وفيهم؛ وكان بيني وبينه كلام في ذلك، وكتب إلى عثمان يشكوني فكتب إليَّ عثمان: أن أقدم المدينة. فقدمتها فكثر الناس عليَّ حتى كأنهم لو يروني قبل ذلك، فذكرتُ ذلك لعثمان، فقال: إن شئت تَنَحَّيْتَ وكنتَ قريباً؛ فذلك الذي أنزلني هذا المنزل، ولو أَمَّرُوا عَلَيَّ حَبِشِيَّاً لسمعت وأطعت..
رواه البخاري عن قُتَيْبةَ، عن جَرير، عن حُصَين.
ورواه أيضاً عن علي، عن هُشَيم.
والمفسرون أيضاً مختلفون: فعند بعضه: أنها في أهل الكتاب خاصة.
وقال السدي: هي في أهل القبلة.
وقال الضحاك: هي عامة في أهل الكتاب والمسلمين.
قال عطاء بن ابن عباس في قوله تعالى: ﴿وَٱلَّذِينَ يَكْنِزُونَ ٱلذَّهَبَ وَٱلْفِضَّةَ﴾ قال: يريد من المؤمنين.
أخبرنا أبو الحسن أحمد بن إبراهيم النجار، قال: حدَّثنا سليمان بن أيوب الطَّبَرَانِي، قال: حدَّثنا محمد بن داود بن صدقة، قال: حدَّثنا عبد الله بن مُعافى، قال: حدَّثنا شَرِيك، عن محمد بن عبد الله المُرادِي، عن عمرو بن مُرَّة، عن سالم بن أبي الجَعْد، عن ثَوْبان، قال:
لما نزلت: ﴿وَٱلَّذِينَ يَكْنِزُونَ ٱلذَّهَبَ وَٱلْفِضَّةَ﴾ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تباً للذهب والفضة، قالوا: يا رسول الله فأي المال نكنز؟ قال: قلباً شاكراً، ولساناً ذاكراً، وزوجة صالحةً.