هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه} [الأنعام: ١٥٣] ؛ وما كان مخالفاً فهو معوج.
﴿صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلاَ الضَّآلِّينَ﴾.
قوله تعالى: ﴿صراط الذين أنعمت عليهم﴾ عطف بيان لقوله تعالى: ﴿الصراط المستقيم﴾ ؛ والذين أنعم الله عليهم هم المذكورون في قوله تعالى: ﴿ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً﴾. [النساء: ٦٩].
قوله تعالى: ﴿غير المغضوب عليهم﴾ : هم اليهود، وكل من علم بالحق ولم يعمل به.
قوله تعالى: ﴿ولا الضالين﴾ : هم النصارى قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلّم، وكل من عمل بغير الحق جاهلاً به.
وفي قوله تعالى: ﴿عليهم﴾ قراءتان سبعيتان: إحداهما ضم الهاء؛ والثانية كسرها.
واعلم أن القراءة التي ليست في المصحف الذي بين أيدي الناس لا تنبغي القراءة بها عند العامة لوجوه ثلاثة:
الوجه الأول: أن العامة إذا رأوا هذا القرآن العظيم الذي قد ملأ قلوبهم تعظيمه، واحترامه إذا رأوه مرة كذا، ومرة كذا تنزل منزلته عندهم؛ لأنهم عوام لا يُفرقون.
الوجه الثاني: أن القارىء يتهم بأنه لا يعرف؛ لأنه قرأ عند العامة بما لا يعرفونه؛ فيبقى هذا القارىء حديث العوام في مجالسهم.
الوجه الثالث: أنه إذا أحسن العامي الظن بهذا القارىء، وأن