العجب، يخاف من الإذلال. ﴿ورفعنا لك ذكرك﴾ رفع ذكر الرسول عليه الصلاة والسلام لا أحد يشك فيه؛ أولاً: لأنه يرفع ذكره عند كل صلاة في أعلى مكان وذلك في الأذان: أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمد رسول الله.
ثانياً: يرفع ذكره في كل صلاة فرضاً في التشهد، فإن التشهد مفروض، وفيه أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.
ثالثاً: يرفع ذكره عند كل عبادة، كل عبادة مرفوع فيها ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم، وذلك لأن كل عبادة لابد فيها من شرطين أساسيين هما: الإخلاص لله تعالى، والمتابعة للرسول عليه الصلاة والسلام، ومن المعلوم أن المتابع للرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم سوف يستحضر عند العبادة أنه متبع فيها رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فهذا من رفع ذكره.
قوله: ﴿فإن مع العسر يسراً. إن مع العسر يسراً﴾ هذا بشارة من الله عز وجل للرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم ولسائر الأمة، وجرى على الرسول عليه الصلاة والسلام عسر حينما كان بمكة يضيق عليه، وفي الطائف، وكذلك أيضاً في المدينة من المنافقين فالله يقول: ﴿فإن مع العسر يسراً﴾ يعني كما شرحنا لك صدرك، ووضعنا عنك وزرك، ورفعنا لك ذكرك، وهذه نعم عظيمة كذلك هذا العسر الذي يصيبك لابد أن يكون له يسر ﴿فإن مع العسر يسراً. إن مع العسر يسراً﴾ قال ابن عباس عند هذه الآية: «لن يغلب عسٌر يسرين» (١)،
_________
(١) الموطأ ٢/ ٤٤٦، أبن أبي شيبة ٥/ ٣٣٥، ١٣/ ٣٠٨، البيهقي شعب الإيمان ٧/٢٠٥- ٢٠٦ الحاكم ٢/ ٣٠١.


الصفحة التالية
Icon