﴿بالواد المقدس﴾ هو الطور، والوادي هو مجرى الماء، وسماه الله مقدساً لأنه كان فيه الوحي إلى موسى عليه الصلاة والسلام. وقوله: ﴿طوى﴾ اسم للوادي.
﴿اذهب إلى فرعون إنه طغى﴾ فرعون كان ملك مصر، وكان يقول لقومه إنه ربهم الأعلى، وأنه لا إله غيره ﴿وقال فرعون يا أيها الملا ما علمت لكم من إله غيري﴾ فادعى ما ليس له، وأنكر حق غيره وهو الله عز وجل، وأمر الله نبيه موسى عليه الصلاة والسلام أن يذهب إلى فرعون وهذه هي الرسالة، وبين سبب ذلك وهو طغيان هذا الرجل ـ أعني فرعون ـ وفي سورة طه قال: ﴿اذهبا إلى فرعون إنه طغى﴾ [طه: ٤٣]. ولا منافاة بين الايتين وذلك أن الله تعالى أرسل موسى أولاً ثم طلب موسى صلى الله عليه وآله وسلم من ربه أن يشد أزره بأخيه هارون فأرسل هارون عليه الصلاة والسلام مع موسى فصار موسى وهارون كلاهما مرسل إلى فرعون. وقوله تعالى: ﴿إنه طغى﴾ أي: زاد على حده؛ لأن الطغيان هو الزيادة، ومنه قوله تعالى: ﴿إنا لما طغى الماء حملناكم في الجارية﴾ [الحاقة: ١١]. ومنه الطاغوت: لأن فيه مجاوزة الحد. ﴿فقل هل لك إلى أن تزكى﴾ الاستفهام هنا للتشويق، تشويق فرعون أن يتزكى مما هو عليه من الشر والفساد، وأصل الزكاة النمو والزيادة، وتطلق بمعنى الإسلام والتوحيد، ومنه قوله تعالى: ﴿وويل للمشركين. الذين لا يؤتون الزكاة وهم بالآخرة هم كافرون﴾ [فصلت: ٦، ٧]. ومنه قوله تعالى: ﴿قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها﴾ [الشمس: ٩ ـ ١٠]. ﴿وأهديك إلى ربك﴾ أي أدلك إلى ربك أي إلى دين الله عز وجل الموصل إلى الله. ﴿فتخشى﴾ أي فتخاف الله عز وجل على علم منك؛ لأن الخشية هي الخوف المقرون بالعلم، فإن لم يكن علم فهو خوف مجرد، وهذا هو الفرق بين الخشية والخوف. الفرق


الصفحة التالية
Icon