﴿الم {١﴾ اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ﴿٢﴾ نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالإِنْجِيلَ ﴿٣﴾ مِنْ قَبْلُ هُدًى لِلنَّاسِ وَأَنْزَلَ الْفُرْقَانَ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ ﴿٤﴾ إِنَّ اللَّهَ لا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ ﴿٥﴾ هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴿٦﴾ } [آل عمران: ١-٦] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الم وتفسير الم قد تقدم، وكذلك تفسير ﴿اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ﴾ [آل عمران: ٢].
وقوله: ﴿نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ﴾ [آل عمران: ٣] يعني القرآن، وإنما قال: نزل.
ثم قال: ﴿وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ﴾ [آل عمران: ٣] لأن التنزيل للتكثير، والقرآن نزل نجوما شيئا بعد شيء، والتوراة والإنجيل نزلا دفعة واحدة.
وقوله: بالحق أي: بالصدق في أخباره وجميع دلالاته، ﴿مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ﴾ [آل عمران: ٣] موافقا لما تقدم الخبر به في سائر الكتب، وفي ذلك دليل على صحة نبوة محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وقوله: ﴿لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ﴾ [آل عمران: ٣] من مجاز الكلام، وذلك أن ما بين يديك فهو أمامك، فقيل لكل ما تقدم على الشيء: هو بين يديه.
﴿وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ﴾ [آل عمران: ٣] وهي اسم لكتاب موسى، والإنجيل اسم لكتاب عيسى.
من قبل من قبل القرآن هدى للناس هاديين لمن آمن بهما إلى طريق الحق، ﴿وَأَنْزَلَ الْفُرْقَانَ﴾ [آل عمران: ٤] يعني كتاب محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الذي فرق بين الحق والباطل.
قال السدي: في الآية تقديم وتأخير، لأن التقدير: وأنزل التوراة والإنجيل وأنزل الفرقان هدى للناس.
﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ﴾ [آل عمران: ٤] بمحمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والقرآن، ﴿لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ﴾ [آل عمران: ٤] في النار، ﴿وَاللَّهُ عَزِيزٌ﴾ [آل عمران: ٤] غالب قوي، ﴿ذُو انْتِقَامٍ﴾ [آل عمران: ٤] ممن كفر به، يقال: انتقم منه انتقاما، إذا كافأه عقوبة بما صنع.
﴿إِنَّ اللَّهَ لا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ﴾ [آل عمران: ٥] لا يغيب عن علمه شيء فيهما.
﴿هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الأَرْحَامِ﴾ [آل عمران: ٦] جمع رحم، وهي مستقر الولد في بطن الأم، كيف يشاء ذكرا أو