وقرئ بالتاء والياء، قال الفراء: يجوز في مثل هذا التاء والياء، لأنك تقول في الكلام: قل لعبد الله أنه قائم وأنك قائم.
وفي حرف عبد الله قل للذين كفروا إن تنتهوا يغفر لكم ما قد سلف قوله: ﴿وَبِئْسَ الْمِهَادُ﴾ [آل عمران: ١٢] قال ابن عباس: بئس ما قد مهد لكم وبئس ما مهدتم لأنفسكم.
قوله: ﴿قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ﴾ [آل عمران: ١٣] يخاطب الذين ذكرهم في قوله: ﴿قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا﴾ [آل عمران: ١٢] وأراد بالآية: علامة تدل على صدق محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
﴿فِي فِئَتَيْنِ﴾ [آل عمران: ١٣] يعني: رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأصحابه يوم بدر، ومشركي مكة حين خرجوا لقتاله، ﴿الْتَقَتَا﴾ [آل عمران: ١٣] اجتمعتا، ﴿فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ﴾ [آل عمران: ١٣] وهم المؤمنون، ﴿وَأُخْرَى كَافِرَةٌ﴾ [آل عمران: ١٣] يعني المشركين، ﴿يَرَوْنَهُمْ﴾ [آل عمران: ١٣] ترى الفئة المسلمة الفئة الكافرة، ﴿مِثْلَيْهِمْ﴾ [آل عمران: ١٣] وهم كانوا ثلاثة أمثالهم.
ولكن الله أرى المسلمين أن المشركين لا يزيدون عن مثليهم، وذلك أن الله كان قد أعلم المسلمين أن المائة منهم تغلب المائتين من الكفار فأراهم المشركين على قدر ما أعلمهم أنهم يغلبونهم لتقوى قلوبهم.
ومن قرأ ترونهم بالتاء فلأن ما قبله خطاب لليهود، والمعنى: ترون أيها اليهود المشركين ضعفي المؤمنين، على ما ذكرنا من تقليل الله المشركين في الأعين.
وقوله: ﴿رَأْيَ الْعَيْنِ﴾ [آل عمران: ١٣] يجوز أن تكون مصدرا، يقال: رأيته رأيا ورؤية.
ويجوز أن تكون ظرفا للمكان، كما تقول: ترونهم أمامكم.
﴿وَاللَّهُ يُؤَيِّدُ﴾ [آل عمران: ١٣] يقوي، ﴿بِنَصْرِهِ مَنْ يَشَاءُ﴾ [آل عمران: ١٣] يعني: المؤمنين نصرهم يوم بدر على قلتهم، ﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ﴾ [آل عمران: ١٣] أي: