الحمد له، وتحصيل كل الحمد له لا لغيره، ويحتمل أن يكون هذا ثناء أثنى به على نفسه، علم عباده فِي أول كتابه ثناء عليه وشكرا له، يكتسون بقوله وتلاوته أعظم الثواب، ويكون المعنى: قولوا: الحمد لله.
فيضمر «القول» ههنا، كما يضمر فِي قوله: ﴿وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلا لِيُقَرِّبُونَا﴾ [الزمر: ٣]، معناه: يقولون ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله.
وقوله: لله هذه «اللام» تسمى لام الإضافة، ولها معنيان، أحدهما: الملك، نحو المال لزيد، والآخر: الاستحقاق، نحو الحبل للدابة، أي: استحقته، وكذلك الباب للدار.
وقوله: رب العالمين الرب فِي اللغة له معنيان، أحدهما: أن يكون من الرب بمعنى التربية، يقال: رب فلان الضيعة يربها ربا.
إذا أتمها وأصلحها، فهو رب، مثل بر وطب، قال الشاعر:

يرب الذي يأتي من الخير إنه إذا فعل المعروف زاد وتمما
والمعنى على هذا: أنه يربى الخلق ويغذيهم بما ينعم عليهم.
والثاني: أن يكون الرب بمعنى المالك، يقال: رب الشيء.
إذا ملكه، وكل من ملك شيئا فهو ربه، يقال: هو رب الدار ورب الضيعة.
والله تعالى رب كل شيء، أي: مالكه.
وقوله: العالمين هو جمع عالم، على وزن فاعل، نحو خاتم وطابع ووافق وقالب، وهو اسم عام لجميع


الصفحة التالية
Icon