قوله تعالى: ﴿قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا﴾ [الأعراف: ١٣] أي: أنزل من السماء ﴿فَمَا يَكُونُ لَكَ أَنْ تَتَكَبَّرَ فِيهَا﴾ [الأعراف: ١٣] قال ابن عباس: يريد: أن أهلها ملائكة متواضعون خاشعون.
﴿فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ﴾ [الأعراف: ١٣] الأذلاء، قال الزجاج: إن إبليس استكبر بإبائه السجود، فأعلمه الله أنه صاغر بذلك.
قال فأنظرني: أمهلني وأخرني ﴿إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ﴾ [الأعراف: ١٤] إلى يوم البعث، فأبى الله ذلك عليه، وأنظره إلى النفخة الأولى حين يموت الخلق كلهم، لأنه بين مدة المهلة في موضع آخر، وإن لم تبين في هذه ال ﴿ [وهو قوله:] فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ {٣٧﴾ إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ ﴿٣٨﴾ } [سورة الحجر: ٣٧-٣٨] وهو النفخة الأولى ﴿قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي﴾ [الأعراف: ١٦] قال ابن عباس: أضللتني.
وقال ابن الأنباري: أي: فبما أوقعت في قلبي من الغي الذي كان سبب هبوطي من السماء.
والباء للقسم، أي: بإغوائك إياي، والمعنى: بقدرتك علي ونفاذ سلطانك فيّ، ﴿لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ﴾ [الأعراف: ١٦] على الطريق المستقيم الذي يسلكونه إلى الجنة، وهو دين الله الإسلام، بأن أزين لهم الباطل، وما يكسبهم المأثم.
٣٥١ - أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْعَدْلُ، أنا جَدِّي، أنا أَبُو عَمْرٍو الْجَبَّرِيُّ، نا عَلِيُّ بْنُ سَعِيدِ بْنِ جَرِيرٍ النَّسَائِيُّ، نا


الصفحة التالية
Icon