والحسن، وابن عباس: يعني أجل الهلاك والعذاب، ﴿فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ﴾ [الأعراف: ٣٤] للعذاب لا يتأخرون ولا يتقدمون حتى يعذبوا، وذلك حين سألوا النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ العذاب، فأنزلت هذه الآية.
﴿يَا بَنِي آدَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي فَمَنِ اتَّقَى وَأَصْلَحَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ {٣٥﴾ وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴿٣٦﴾ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ أُولَئِكَ يَنَالُهُمْ نَصِيبُهُمْ مِنَ الْكِتَابِ حَتَّى إِذَا جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا يَتَوَفَّوْنَهُمْ قَالُوا أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالُوا ضَلُّوا عَنَّا وَشَهِدُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ ﴿٣٧﴾ قَالَ ادْخُلُوا فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ مِنَ الْجِنِّ وَالإِنْسِ فِي النَّارِ كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَعَنَتْ أُخْتَهَا حَتَّى إِذَا ادَّارَكُوا فِيهَا جَمِيعًا قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لأُولاهُمْ رَبَّنَا هَؤُلاءِ أَضَلُّونَا فَآتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا مِنَ النَّارِ قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَكِنْ لا تَعْلَمُونَ ﴿٣٨﴾ وَقَالَتْ أُولاهُمْ لأُخْرَاهُمْ فَمَا كَانَ لَكُمْ عَلَيْنَا مِنْ فَضْلٍ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ ﴿٣٩﴾ } [الأعراف: ٣٥-٣٩] قوله تعالى: ﴿يَا بَنِي آدَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي﴾ [الأعراف: ٣٥] قال ابن عباس: فرائضي وأحكامي.
فمن اتقى: قال: يريد: اتقاني، وخافني، وأصلح: ما بيني وبينه ﴿فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ﴾ [الأعراف: ٣٥] إذا خاف الناس ﴿وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾ [الأعراف: ٣٥] إذا حزنوا، ثم ذكر المكذبين فقال: ﴿وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا﴾ [الأعراف: ٣٦] الآية.
قوله: ﴿فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا﴾ [الأعراف: ٣٧] أيّ ظلم أشنع من الكذب على الله؟ ومعنى ﴿افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا﴾ [الأعراف: ٣٧] قال ابن عباس: جعل له صاحبة وولدا وشريكا.
﴿أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ﴾ [الأعراف: ٣٧] بالقرآن، ﴿أُولَئِكَ يَنَالُهُمْ نَصِيبُهُمْ مِنَ الْكِتَابِ﴾ [الأعراف: ٣٧] ما كتب لهم من العذاب، وقضي عليهم وهو سواد الوجه، وزرقة العيون.
قال عطية عن ابن عباس: كتب لمن يفتري على الله تعالى أن وجهه مسود واحتج بقوله: ﴿وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ﴾ [الزمر: ٦٠] وقال الربيع، وابن زيد، والقرظي: ﴿نَصِيبُهُمْ مِنَ الْكِتَابِ﴾ [الأعراف: ٣٧] ما كتب لهم من الأرزاق والأعمال والأعمار والآجال، فإذا فنيت ﴿جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا يَتَوَفَّوْنَهُمْ﴾ [الأعراف: ٣٧] قال ابن عباس: يعني الملائكة يقبضون


الصفحة التالية
Icon