إنكار، ﴿قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلَ بِهِ مُؤْمِنُونَ﴾ [الأعراف: ٧٥] أقرُّوا بالإيمان بصالح وبما أرسل به، فقال المستكبرون: ﴿إِنَّا بِالَّذِي آمَنْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ {٧٦﴾ فَعَقَرُوا النَّاقَةَ} [الأعراف: ٧٦-٧٧] قال الأزهري: العقر عند العرب قطع عرقوب البعير، ثم جعل النحر عقرا، لأن ناحر البعير يعقره ثم ينحره.
وقوله: ﴿وَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ﴾ [الأعراف: ٧٧] يقال: عتا يعتو عتوا.
إذا استكبر، ومنه يقال: جبار عات.
قال مجاهد: العتو: الغلو في الباطل.
والمعنى: عصوا الله، وتركوا أمره في الناقة، وكذبوا نبيهم، وقالوا: ﴿يَا صَالِحُ ائْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا﴾ [الأعراف: ٧٧] من العذاب ﴿إِنْ كُنْتَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ﴾ [الأعراف: ٧٧] ﴿فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ﴾ [الأعراف: ٧٨] قال الفراء، والزجاج: هي الزلزلة الشديدة.
وهو قول الكلبي، يقال: رجف الشيء يرجف رجفا ورجفانا.
إذا تحرك، ﴿فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ﴾ [الأعراف: ٧٨] يعني: بلدهم، ﴿جَاثِمِينَ﴾ [الأعراف: ٧٨] قال ابن عباس: خامدين ميتين لا يتحركون.
وقال ابن الأنباري: قال المفسرون: معنى جاثمين: بعضهم على بعض، أي: عند نزول العذاب بهم سقط بعضهم على بعض كما يجثم الطير.
٣٦٠ - أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ عَبْدَانَ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَمْدُوَيْهِ، أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الصَّنْعَانِيُّ، أنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبَّادٍ، أنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنا مَعْمَرٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: لَمَّا مَرَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْحِجْرِ، قَالَ: " لا تَسْأَلُوا الآيَاتِ قَدْ سَأَلَهَا قَوْمُ صَالِحٍ، فَكَانَتِ النَّاقَةُ تَرِدُ مِنْ هَذَا الْفَجِّ، وَتَصْدُرُ