موسى ربه فكشف عنهم الضفادع ثم نقضوا العهد، فأرسل الله تعالى عليهم الدم، فسال النيل عليهم دما، وصارت مياههم كلها دما، فما يستقون من الآبار إلا وجدوه دما عبيطا، قال قتادة: ذكر لنا أن فرعون كان يجمع بين الرجلين في إناء واحد، القبطي والإسرائيلي، فكان ما يلي الإسرائيلي ماء وما يلي القبطي دما.
وقال مجاهد: كان يستقي الإسرائيلي من النيل ماء طيبا ويستقي الفرعوني دما.
فذلك قوله: آيات مفصلات، قال المفسرون: وكان العذاب يمكث عليهم من السبت إلى السبت، وبين العذاب إلى العذاب شهر.
وقوله: ﴿فَاسْتَكْبَرُوا﴾ [الأعراف: ١٣٣] أي: عن عبادة الله، ﴿وَكَانُوا قَوْمًا مُجْرِمِينَ﴾ [الأعراف: ١٣٣].
قوله: ﴿وَلَمَّا وَقَعَ عَلَيْهِمُ الرِّجْزُ﴾ [الأعراف: ١٣٤] أي: نزل بهم العذاب يعني الجراد وما ذكر بعده، ﴿قَالُوا يَا مُوسَى ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِنْدَكَ﴾ [الأعراف: ١٣٤] أي: بما أمرك وأوصاك أن تدعوه به، ﴿لَئِنْ كَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزَ لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ وَلَنُرْسِلَنَّ مَعَكَ بَنِي إِسْرَائِيلَ {١٣٤﴾ فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُمُ الرِّجْزَ إِلَى أَجَلٍ هُمْ بَالِغُوهُ} [الأعراف: ١٣٤-١٣٥] يعني إلى الأجل الذي غرقهم الله فيه، ﴿إِذَا هُمْ يَنْكُثُونَ﴾ [الأعراف: ١٣٥] ينقضون العهد، فانتقمنا منهم كافأناهم عقوبة بما صنعوا ﴿فَأَغْرَقْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ﴾ [الأعراف: ١٣٦] في البحر، ﴿بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ﴾ [الأعراف: ١٣٦] تاركين الاعتبار بها والتفكير فيها، ﴿وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ﴾ [الأعراف: ١٣٧] يعني: بني إسرائيل كان قوم فرعون قد استذلوهم بقتل أبنائهم، واستخدام نسائهم، فأهلكهم الله بالغرق ومكنهم من منازلهم، ومساكنهم، وأعطاهم أرضهم، وهو قوله: ﴿مَشَارِقَ الأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا﴾ [الأعراف: ١٣٧] يريد: جهات شرق أرض الشام ومصر وجهات غربها: ﴿الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا﴾ [الأعراف: ١٣٧] بإخراج الزروع والثمار والنبات والأشجار والأنهار، ﴿وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ﴾ [الأعراف: ١٣٧] قال ابن عباس: مواعيد ربك التي لا خلف فيها ولا ناقض لها.
قال الزجاج: يعني ما وعدهم الله تعالى من إهلاك عدوهم واستخلافهم في الأرض، وهو قوله: ﴿وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ﴾ [القصص: ٥] إلى قوله: ﴿يَحْذَرُونَ﴾ [القصص: ٦].
وقوله: بما صبروا أي: على عذاب فرعون وصنيعه بهم، {وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ