بالنهار، ولم أسمعهم صوت الرعد ".
وقوله: ﴿وَالْمَلائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ﴾ [الرعد: ١٣] يعني ويسبح الملائكة من خيفة الله وخشيته، قال ابن عباس: إنهم خائفون من الله وليس كخوف ابن آدم، لا يعرف أحدهم من على يمينه ومن على يساره، لا يشغله عن عبادة الله طعام ولا شراب ولا شيء.
وقوله: ﴿وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ﴾ [الرعد: ١٣] قال المفسرون: نزلت في أربد، وعامر بن الطفيل، أتيا النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يخاصمانه ويريدان الفتك به، فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اللهم اكفنيهما بما شئت».
فأرسل الله عز وجل صاعقة على أربد في يوم صائف صاح فأحرقته، وولى عامر هاربا.
وقوله: ﴿وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللَّهِ﴾ [الرعد: ١٣] قال ابن عباس: يكذبون بعظمة الله.
﴿وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ﴾ [الرعد: ١٣] قال مجاهد، والسدي: المحال القوة.
أي: شديد القوة.
وقال الزجاج: يقال: ماحلته محالا إذا قاويته حتى يتبين أيكما أشد، والمحل في اللغة الشدة.
قوله: ﴿لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ﴾ [الرعد: ١٤] المراد بدعوة الحق ههنا كلمة التوحيد والإخلاص، والمعنى: لله من خلقه الدعوة الحق، وأضيفت الدعوة إلى الحق لاختلاف اللفظين.
٤٨٩ - أَخْبَرَنَا الأُسْتَاذُ أَبُو مَنْصُورٍ الْبَغْدَادِيُّ، أنا أَبُو الْحَسَنِ السَّرَّاجُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَضْرَمِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُصَيْرٍ، نا يَحْيَى بْنُ الْيَمَانِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ عَبَايَةَ بْنِ رِبْعِيٍّ، عَنْ عَلِيٍّ: لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ،