فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَاؤُكُمْ جَزَاءً مَوْفُورًا} [الإسراء: ٦٣] قال الزجاج: موفرا، يقال وفرته أفره وفرا، وهو موفور، وأنشد لزهير:

ومن يجعل المعروف من دون عرضه يفره ومن لا يتق الشتم يشتم
واستفزز أي أزعج واستخف، من استطعت من بني آدم، يقال: أفره واستفزه، أي أزعجه واستخفه، ومعنى الأمر ههنا التهديد، كما يقال للإنسان: اجهد جهدك فسترى ما ينزل بك.
وقوله: بصوتك قال مجاهد، وعكرمة: يعني الغناء والمزامير.
وقال الوالبي، عن ابن عباس: صوته دعاء كل داع إلى معصية الله.
وقال عطاء عنه: كل متكلم فِي غير ذات الله، فهو صوت الشيطان.
وقوله: ﴿وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ﴾ [الإسراء: ٦٤] يقال: أجلبوا وجلبوا إذا صاحوا.
يقول: صح بخيلك ورجلك، واحثثهم عليهم بالإغواء.
وقال الزجاج: يقال: أجلب على العدو إجلابا إذا جمع عليه الخيول.
والمعنى على هذا: أجمع عليهم كل ما تقدر من مكايدك، ويكون الباء في بخيلك زائدة على هذا القول، وكل راكب، أو راجل فِي معصية الله فهو من خيل إبليس وجنوده، والرجل جمع راجل، وقرأ حفص بكسر الجيم، قال أبو زيد: يقال: رجل ورجل بمعنى راجل.
وقوله: ﴿وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ﴾ [الإسراء: ٦٤] وهي كل ما أصيب من حرام، وأخذ بغير حقه، وكل ولد زنا، قال قتادة: أما فِي الأموال فأمرهم أن يجعلوا بحيرة وسائبة، وأما فِي أولادهم فأنهم هودوهم ونصروهم ومجسوهم.
وقوله: وعدهم قال الفراء: أي قل لهم لا جنة ولا نار.
وقال الزجاج: وعدهم بأنهم لا يبعثون.
قال الله: ﴿وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلا غُرُورًا {٦٤﴾ إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ} [الإسراء: ٦٤-٦٥] قال ابن عباس: إن أوليائي ليس لك عليهم حجة فِي الشرك.
وقال قتادة: عبادة الذين لا سلطان له عليهم المؤمنون.
﴿وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلا﴾ [الإسراء: ٦٥] لأوليائه يعصمهم من القبول من إبليس.
قوله: {


الصفحة التالية
Icon